مصر فى ثورة

مصر فى ثورة

الأحد، ٢٨ ديسمبر ٢٠٠٨

الشواهد والأدلة على تورط مصر وتواطؤها فى مذبحة غزة


بعد حملة مكثفة في الصحف الإسرائيلية وفى مقدمتها صحفيتي ( معاريف ويديعوت أحرنوت ) واسعتي الانتشار والتي تناولت نقطتين هامتين ..ـ
الأولى هي إثارة الجوانب العاطفية والشفقة على مواطني إسرائيل وقاطني المستعمرات بسبب معاناتهم من صواريخ غزة , والثانية هي تسريب بعض المعلومات عن حملة عسكرية على غزة تمهيداً للاجتياح تحت دعم عربي ودولي ... ثم بدأت إرهاصات المؤامرة والتواطؤ من النظام المصري وتعددت مظاهره كالآتي :ـ

1. تزايد الحملة المسعورة صد حماس بالصحف الحكومية المصرية ( الأهرام , الإخبار , الجمهورية ) تزعمها أسامة سرايا .ـ

2. اعتقال الأمن المصري مئات الإخوان على خلفية مناصرتهم لغزة وتحت اتهامات مجهزة مسبقاً وإتباع سياسة الترهيب ضد الجماعة , وهو ما دفع الإخوان إلى إصدار بيان استنكار لهذه الاعتقالات الغير مبررة والتي تسيء إلى سمعة مصر .ـ

3. أعطى اللواء عمر سليمان ـ رئيس المخابرات المصرية ـ الضوء الأخضر لإسرائيل للقيام بما أسماه " تأديب حماس " , واستخدم لفظ " خالد مشعل وعصابته " .ـ

4. إعلان ليفنى وبكل صراحة من القاهرة قبل المجزرة بـ 48 ساعة , عن نية إسرائيل اجتياح غزة واستخدمت لفظ " سحق حماس " على مرأى ومسمع الوزير أبو الغيط ـ وزير الخارجية المصري .ـ

5. الاتصال الذي أجرته مصر مع قيادات حماس بفلسطين ودمشق ليلة المذبحة وطمأنتهم بعدم نية إسرائيل القيام بعمل عسكري ضد غزة . ( راجع تصريحات أ/فوزي برهوم , و أ/ محمود الزهار ) .ـ

6. اجتماع وزير الدفاع المصرى مع رئيس القيادة المركزية للقوات الامريكية فى نفس يوم المذبحة (كشف عنها أ/ فهمى هويدى بالدستور).ـ
7. سخرية واستهزاء أبو الغيط من موقف حماس المتعنت بشأن إطلاق الصواريخ .ـ

8. استدعاء جهاز أمن الدولة المصري الأئمة والخطباء قبل المجزرة بأسبوع والتأكيد عليهم بعدم إثارة موضوع الحصار أو تناول أي موضوعات تقلب الرأي العام .ـ

9. استدعاء جهاز أمن الدولة المصري فى بعض المحافظات أصحاب المطابع وتحذيرهم من طباعة أي مطبوعات في الأيام القادمة تخص فلسطين أو الإخوان , وسط استغراب الجميع لأنه تحذير بلا مناسبة حقيقية تبدو في الأفق .ـ

10. إدخال مساعدات مصرية ( الهلال الأحمر) إلى غزة قبل المجزرة بيوم عبر معبر كرم أبو سالم الاسرائيلى وليس عن طريق معبر رفح المصري .ـ

11.تجهيز عربات الإسعاف المصرية في رفح صباح العملية العسكرية , وكان أول خبر أذاعته مصر هو استعداد مصر استقبال الجرحى عبر هذه العربات المجهزة سلفاً .ـ

12.إعلان حالة الطوارئ والاستنفار على الحدود مع غزة ( في رفح المصرية ) ونشر الآليات الثقيلة والرشاشات من موقع متراجع على الحدود ( 300 متر إلى الخلف ) لأسباب غير مفهومة .ـ

13. وبعد وقوع الجريمة : إعلان باهت لمصر يطالب إسرائيل بضبط النفس ووقف إطلاق النار قال أبو الغيط نصاً : " إننا سبق وأن حذرنا الجميع ومن لا يستمع إلى التحذيرات فلا يلومن إلا نفسه " .ـ

14.اتهام الوزير المصري احمد ابوالغيط حماس بمنع الجرحى من العبور إلى رفح المصرية لتلقى العلاج ..( اعنت حماس أن مصر رفضت دخول سيارات الإسعاف إلى داخل غزة كما منعوا الأطباء من الدخول فرادى للمساعدة في عمليات الإنقاذ مما يعرض الجرحى إلى الموت قبل الوصول إلى المعبر ) .ـ

15.رفض مصر المبدئى عقد قمة عربية طارئة دعت إليها بعض الدول العربية بحجة عدم جدواها .ـ

16.تغطية إعلامية بالتليفزيون المصري للمذبحة تفوح منها رائحة الشماتة والمتابع لنشرات الإخبار يلحظ ذلك بداهة .ـ

16.شكوك حول تورط بعض العلماء والمشايخ بإيعاز من الأمن لصرف المواطنين عن التعبير عن غضبهم .. ( أحد المشايخ الافاضل قال في نفس يوم المذبحة : الحل ليس في جعجعة " مالهاش لازمة " ولن يأتي من ورائها فائدة ,, مضيفاً : وفر هذا المجهود ليوم يستحقه ) .ـ

هذا ما استعطت حصره من أدلة التورط التي ليس فيها جديد فهي معلومة لدى أغلب المتابعين .. وكل يوم يتكشف لنا أدلة جديدة لا تزيدنا إلا حنقاً وغضباً من هذا النظام العميل والمتآمر ضد الإسلام وأهله .. ولا حول ولا قوة إلا بالله

الاثنين، ٢٢ ديسمبر ٢٠٠٨

فتح : خطاب اسماعيل هنية انسلاخ عن الاسلام

اعتبر المتحدث باسم حركة فتح ـ فهمي الزعارير , خطاب رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية حول ولاية الرئيس عباس بأنه " لا قيمة له " وقال الزعارير في تصريح صحفي :ـ
.
" استبدال هنية ليوم الحج الأكبر بيوم " (حماس الأكبر) تعبير عن انسلاخ حماس عن الاسلام وانحيازها لمصالحها البحته " ـ

ووصف الزعارير، مهرجان حماس بغزة بانه تعبير عن" قصور العقل السياسي " لدى حماس .
كما أضاف الزعارير: ان تعدي حماس على مكانة وهيبة الرئيس لن يمسها أو يخدشها في قلوب الشعب الفلسطيني وكل الوطنيين والفتحاويين ـ

ولفت المتحدث باسم فتح الى أن إشهار حماس لعلاقتها بالاخوان المسلمين بعد عقدين من اخفائها وفك روابطها إعلاميا، يدلل على " أن حماس ليست مشروعا وطنيا فلسطينيا بل مشروعا دوليا تديره حركة الإخوان المسلمين العالمية، التي تدعم حماس بالمال السياسي والامكانيات في مقابل السيطرة على قرارها في الساحة الفلسطينية ونزع استقلالية القرار المستقل، متأثرة بتحالفاتها وولاءاتها الدولية


الجمعة، ٢١ نوفمبر ٢٠٠٨

البابا يعظ


البابا له كلمة أسبوعية تسمى العظة الاسبوعية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية .. لفت نظرى هذا الاسبوع ما نقلته عنه جريدة الدستور , والذى أنقله بنصه : ـ

" بعد ذلك انتقل البابا إلي موضوع عظة الأسبوع عن
«الانحدار الروحي» الذي جعل من الصلاة مجرد روتين دون اشتياق إلي الله وكذلك قراءة الكتاب المقدس أصبحت بلا فهم ولا تأمل ولا تطبيق ولا تدريبات روحية. وأضاف البابا أن الحياة الروحية دائمة الحركة والنمو وإذا تجمدت يكون هناك خطر علي حياة الإنسان، وأرجع الانحدار الروحي إلي عدة أسباب منها الانشغال عن الله والاهتمام برأي الناس وليس من أجل حب الخير " ـ


اذن أيها المسلمون فى كل أنحاء الكرة الأرضية .. البابا وصل الى توصيف جيد ومعروف لبعض مشاكلنا : صلاتنا مجرد روتين دون اشتياق الى الله , قراءتنا للقرآن أصبحت بلا فهم ولا تأمل , الاهتمام رأى الناس وانشغالنا عن الله .

حقاً ...ـ
الحكمة ضالة المؤمن .. أنى وجدها فهو أحق الناس بها

السبت، ١٥ نوفمبر ٢٠٠٨

اصابة 23 حتى الآن من العدو الصهيونى و مئات الصهاينة بدءوا مغادرة منازلهم في مدينة عسقلان ومستوطنة " سديروت " وعدد من المناطق المحيطة بقطاع غزة وسط حالة من الهلع إثر سقوط عشرات الصواريخ التي أطلقتها كتائب القسام الجناح العسكري لحماس من قطاع غزة .. يذكر أن حماس استخدمت لأول مرة صواريخ روسية طويلة المدى تسمى (جراد) ـ

* قائد المنطقة الجنوبية في قوات الاحتلال اعتبر الأمر كسرا لموازين القوى في منطقة غزة وبستوجب ردا قاسيا وتغيرا في قواعد اللعبة

الأحد، ٢ نوفمبر ٢٠٠٨

اللهم لا شماتة .. ولكنه لديه حصانة


الوزير الاسرائيلى السابق ليبرمان , رئيس حزب (اسرائيل بيتـنا ) المتطرف سب الرئيس المصرى حسنى مبارك قائلاً : فليذهب الى الجحيم .. طبعاً الرئيس مبارك لا يلتفت لهذه البذاءات لأن لديه حصانة من أى سب وشتيمة ولو كان اتأثر بمثلها من قبل كان زمانه فى القبر الآن .. لكن هم لا يفهمون تركيبة الرئيس العجيبة التى لا توجد فى غيره على وجه الأرض

موضوع سب الرئيس لا ينتهى ذكره من المعارضة فى الداخل والخارج .. آخر مهازلها كان الحكم قبل الاستئناف على رؤساء التحرير الأربعة سنة مع الشغل وغرامة 20000جنيه بتهمة سب الرئيس واهانة رمز الدولة الأكبر , مدونة كفاية حرام وضعت الخبر بنص : " حبس أربعة رؤساء تحرير بتهمة سب الذات الرئاسية " ــ أعوذ بالله
ولك أن تتصفح مواقع المعارضة خارج مصر لترى سب الرئيس مادة يومية مثل موقع جبهة انقاذ مصر الذى يديره أسامة رشدى من لندن ـ

المهم
ما لفت انتباهى هو أن رد مصر الرسمى على الاسرائيلى المتطرف عبر المتحدث باسم الرئاسة جاء سباً أيضاً ( بذاءة ببذاءة والبادى أظلم ) : حيث قال : " ليبرمان قليل الأدب " بالنص

جدير بالذكر أن ليبرمان رفض الاعتذار , وسخر من اعتذار رئيس الدولة بيريز ورئيس الوزراء اولمرت للرئيس حسنى مبارك قائلاً إن هذا التصرف الغريب يشبه سعى المرأة التى تعرضت للضرب من زوجها لكسب وده مجدداً ـ

السؤال الآن : هل يبحث يوماً الرئيس المبجل محمد حسنى مبارك عن السبب الحقيقى لسب الناس له المصريين واليهود وحتى طوب الأرض ؟! وهل يتخذ قراراً مصيرياً ليحفظ ما تبقى من كرامته وينتبه قليلً لآخرته ويعمل لها ... " يوم لا ينفع مال ولا بنون , الا من أتى الله بقلب سليم " ـ

لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا

الاثنين، ٢٠ أكتوبر ٢٠٠٨

عندما اعترف العالم أن الاسلام هو الحل
بقلم : ابن المبارك ـ اكتوبر 2008 ـ

يتابع العالم كله الآن تطورات الأزمة المالية العالمية التى اجتاحت أمريكا وزحفت الى اوروبا والتى أدت الى اعلان عشرات البنوك افلاسها وكساد وركود فى الاسواق العالمية .. ولأن الأمر يهمنا نحن المسلمون وليس ببعيد عنا , ولأن توظيف الازمات والأحداث دعوياً من مهام العاملين بالحركات الاسلامية , كما أن مواكبة الاحداث ثقافة فقط أمر حتمى لمن تصدى للعمل المجتمعى , كان لابد من القاء الضوء على جانب آخر من جوانب الأزمة والتى تحمل فى طياتها رسائل عميقة يمكن أن يستفاد منها فى ميدان العمل الاسلامى .. فهذه نظرة مركزة أحادية الوجهة .. ولنبدأ من نقطة الصفر فى الحدث ..ـ
الاستاذ الدكتور عبد الحميد الغزالى ـ أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ـ أوجز وأنجز بأسلوب بسيط جداً أسباب الأزمة فى رسالته الأخيرة المكلف بكتابتها من المرشد العام للاخوان المسلمين .. وملخص ما كتب كالتالى :ـ
أى نظام مصرفى ( كالبنك مثلاً ) لابد أن يوازن بين اعتبارين أساسيين : (الثقة أوالسيولة) و(العائد) , أما السيولة فالبنك لا بد له من توافر سيولة مطمئنة من الاموال بحيث يلبى طلبات العملاء النقدية فى أى وقت بما يكسب ثقتهم ,, وأما العائد فان البنك لا بد أن يوظف أمواله فى مشاريع تضمن له ربحية جيدة وهو مبرر وجود البنك ـ
بين هذين الاعتبارين تقف البنوك أمام معضلة التوازن والثبات عليه .. ومع لجوء البنوك الى عملية الاقراض فانه يتوجب عليه أن يضمن هذا المقترض من حيث : " مركزه المالي وسمعته الائتمانية، بل سمعته الشخصية، بالإضافة إلى أخذ ضمانات ؛ أي رهن يغطي، إن لم يزد عن قيمة القرض " كما يقول الغزالى ـ
اذاً الازمة العالمية الآن باتت واضحة المعالم .. اقراض بلا ضمانات واهمال واعتماد غير مدروس على الفائض والاحتياطى فى البنوك المركزية ,, يقول الدكتور الغزالى : " فَجَريًا وراء " أقصى " ربح وأسرعه؛ أفرطت المؤسسات النقدية في تقديم كمٍّ ضخمٍ للغاية من القروض للأفراد، وبالذات في مجال الرهن العقاري، دونما دراسات استعلامية تُذكر عنهم، ودونما اعتبار للسيولة وكفاية رأس المال؛ مما أدى إلى تعثر الكثير من المقترضين عن السداد، في الوقت الذي انخفضت فيه أسعار العقارات، ومن ثم غرق المواطنون في الديون، وأصبحت المؤسسات النقدية على مشارف الإفلاس " ـ
بالاضافة الى أسباب فرعية للأزمة منها : المضاربات والمقامرة فى البورصات والمتاجرة بالمخاطر وأخيراً فساد الادارات العليا للنظم المصرفية ـ
حدثنى أحد الأفراد ممن زاروا أمريكا أن عملية الاقراض فى أمريكا عملية يشوبها التوهان واللامبالاة وبلا أى ضمانات حيث أن أى فرد يحمل الجنسية الامريكية ويريد أن يشترى بيتاً جديداً أو يفتتح مشروعاً يذهب الى أى بنك ليقترض قرضاً بالملايين وبنسبة أرباح تبدأ من 40 % وتصل الى 150% يسددها على سنوات عديدة , ربما طوال عمره ـ
ومـاذا بعـد ؟!
المفاجأة المذهلة ( والمكررة ) التى فتح الجميع فمه أمامها كانت اعتراف بعض الدول العظمى (مثل بريطانيا وفرنسا) بفشل النظام الرأسمالى الحالى وأن الحل فى التعامل بالنظام الاسلامى .. فقد أصدرت الهيئة الفرنسية العليا للرقابة المالية -وهي أعلى هيئة رسمية تعنى بمراقبة نشاطات البنوك - في وقت سابق قرارا يقضي بمنع تداول الصفقات الوهمية والبيوع الرمزية التي يتميز بها النظام الرأسمالي واشتراط التقابض في أجل محدد بثلاثة أيام لا أكثر من إيرام العقد ـ
ثم اقرأوا ولا تتعجبوا , ما قاله بوفيس فانسون رئيس تحرير مجلة تشالينجز : " أظن أننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة إلى قراءة القرآن بدلا من الإنجيل لفهم ما يحدث بنا وبمصارفنا لأنه لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها ما حل بنا ما حل من كوارث وأزمات وما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري؛ لأن النقود لا تلد النقود ". .. وتساءل الكاتب عن أخلاقية الرأسمالية ؟ ودور المسيحية كديانة والكنيسة الكاثوليكية بالذات في تكريس هذا المنزع والتساهل في تبرير الفائدة، مشيرا إلى أن هذا النسل الاقتصادي السيئ أودى بالبشرية إلى الهاوية ـ
ليس هذا فحسب ولكن رولان لاسكين رئيس تحرير صحيفة " لوجورنال د فينانس " الفرنسية في افتتاحية هذا الأسبوع طالب بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية في المجال المالي والاقتصادي لوضع حد لهذه الأزمة التي تهز أسواق العالم من جراء التلاعب بقواعد التعامل والإفراط في المضاربات الوهمية غير المشروعة .. وكان عنوان مقاله فى حد ذاته رائعاً : " هل تأهلت وول ستريت لاعتناق مبادئ الشريعة الإسلامية ؟ " ـ
هذا الكلام ليس جديداً بل قيل منذ أكثر من سبعين عاماً من خبراء ومتخصصين , لكنه الآن له مذاق آخر .. فى وقت يزداد فيه الهجوم على الاسلام والمسلمين فى الغرب وفى نفس الوقت الذى يحارب فيه الاسلاميون فى البلاد الاسلامية من قبل الحكومات العميلة بسبب شعارهم : الاسلام هو الحل ـ
لمحة من النظام الاسلامى
قال الدكتور الغزالى فى نهاية مقاله : " إنها كبيرة " الربا " وراء كل الشرور الاقتصادية، التي تعاني منها البشرية؛ ولذلك لعلمه الأزلي بمن خلق وهو اللطيف الخبير؛ أعلن سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم حربًا على مقترفها؛ حتى تُطّهر المجتمعات البشرية بالابتعاد عنها؛ إذ يقول سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ* وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة: 278: 280) ـ

فى أثناء كتابتى هذا المقال وقعت عينى على كتاب حول الضوابط الاسلامية للتعاملات المالية ووجدت أحاديث صحيحة عن النبى وصريحة أنقل لكم بعضها من هذا البحث القيم : ـ
يقول النبى صلى الله عليه وسلم بعدما وصل الى المدينة مهاجراً : " هذا سوقكم فلا ينتقص ولا يضربن عليه خراج " , وهذا دليل على ضرورة استقلال أسواق المسلمين وحرمة انتقاصها باحتكار أو فساد أو غش . وحرمة فرض الرسوم والضرائب على الاسواق .
ويقول النبى صلى الله عليه وسلم أيضاً : " لا يبيعن حاضر لباد , دعوا الناس يرزق بعضهم من بعض " , وفى هذا تحجيم لأعمال السمسرة غير المجدية الا اذا وضحت الاسعار طبقا للعرض والطلب ـ
ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " لا تبع ما ليس عندك " , وهو نهى عن الاقتصاد الورقى الذى يؤدى الى مضاربات وبيع وشراء وهمية غلى غرارا ما يحدث فى البورصة اليوم ـ
هذا غيض من فيض والقرآن والسنة ملأى بالضوابط المالية والاقتصادية .. والكتاب يستحق القراءة والاقتناء على أية حال ـ
واقعنـا بين الانكار والخوف
تلك الأحداث جعلتنا نقسم واقع المجتمع الذى نتعامل معه فى مصر الى شطرين .. الاول يعلم (بنسب متفاوتة) وربما يفهم أن الاسلام هو الحل لكنه يكتمها فى داخله خوفاً مما يرى من تنكيل بأرباب هذا الشعار كل يوم ,, والثانى وهم (قلة مركزة) يرفض وينكر هذا الطرح الالهى خوفاً على مصالح شخصية ضيقة (مالية أو سلطوية) أو قلقاً من تزايد نفوذ الاسلاميين .. أما الشطر الأول فحاجته اليوم بعدما علم , أن يدرك ثم أن يعمل , والشطر الثانى حاجته الى هزة قوية (أياً كانت نوعها) ليفيق من سباته العميق ـ
ويتساءل الكثيرون : أليست المكتبات ملأى بالكتب والابحاث والرسالات التى تؤكد وتبرهن أن الاسلام هو الحل فى كل النواحى , السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية ؟ ألا تخرج كل يوم شهادات من الأعداء على صلاحية الاسلام للزمان والمكان ؟ أليس العاملون بالدعوة الاسلامية لا ينامون الليل من أجل ايصال فكرتهم الى الناس؟! .. فما بال القوم لا يفهمون واذا فهموا لا يدركون واذا أدركوا لا يعملون ؟! ـ
والرد الطبيعى على هذا التساؤل المشروع : أن الأمر ليس بهذه البساطة , فان ما هدم فى قرون لن يبنى فى أيام .. وواقعنا فى الانفتاح على المجتمع فى حاجة الى تقييم وتقويم واستيعاب قدرة التأثير فيه لا التأثر به ,, والله المستعان ـ

الخميس، ١٦ أكتوبر ٢٠٠٨

الانفتاح على المجتمع .. تأثير أم تأثر


بقلم : م/ محمد الحمداوى - المغرب

بعد ما تناولنا في الأسبوع الماضي كلا من ثنائية المبدئية والواقعية وثنائية الكم والكيف نتناول اليوم ثنائية التأثير والتأثر، وهي ثنائية تواجه كل من ينفتح على المجتمع حيث يجد نفسه بين إيجابية العمل في ظل الواقع بهدف تغييره وإصلاحه ، وبين محذور الذوبان فيه والتطبيع معه والاستسلام له، وذلك بحكم العلاقة التفاعلية مع المحيط، والتي تؤثر في الاتجاهين، فكما أن الواقع أو المحيط يتأثر بالفاعلين فيه، فإن هؤلاء الفاعلين بدورهم واقعون لا محالة تحت تأثيره، لأنهم يعملون في ظروفه ، وتحت سقفه ، وفي ظل شروطه ـ
ومن ثم فالتأثير والتأثر حاصل لا محالة ، والمفاضلة يجب أن تنصب حول طبيعة التكيف والتنزيل هل هو إرادي وقاصد أم فقط استسلامي وعاجز .. لذا وجب الانتباه والحذر من التكيف الاستسلامي الذي ينتهي بفقدان البوصلة ، والسقوط أمام امتحانات الضغوط والإكراهات والإغراءات، و التحول عن الأهداف المسطرة والمتمثلة في تغيير الواقع وإصلاح المجتمع ومقاومة الفساد ، إلى القبول بهذا الواقع والذوبان فيه والاستسلام لشروطه والتطبيع معه، من خلال العمل بأدواته، والممارسة بأساليبه، والسكوت على فساده ـ

فإذا أصبح أبناء الحركة الإسلامية في الجامعة أو في الحزب السياسي أو في النقابة العمالية أو غيرها من واجهات العمل والدعوة يقبلون ويطبعون مع الممارسات الخاطئة التي يجدونها سائدة في هاته المجالات ، وإذا لم يحافظوا على رساليتهم وعلى مصداقيتهم وشفافيتهم ونزاهتهم، فإننا لن نجد لذلك وصفا إلا أنها هزيمة في معركة الإصلاح ، ورسوب في امتحان الانفتاح والمخالطة .. لذا وجب الإعداد والاستعداد لذلك قبل الإقدام على هذه الأعمال وأثناءها وبعدها ، سواء من الناحية النفسية والتربوية ، أومن خلال توقع التعرض للإكراهات والإغراءات، وتوقع احتمالات السقوط في الأخطاء أو الانحرافات، ومن ثَمَّ العمل على اتخاذ الإجراءات الوقائية والاستباقية الكفيلة بحماية الأفراد والتنظيم منها، مع الحرص على اصطحاب البعد التربوي والدعوي، على طول المسيرة وفي كل المستويات، والحرص على المتابعة والمصاحبة لمعالجة الأعراض الجانبية في حال وقوعها، ووضع المساطر الكفيلة بتقويمها ـ

إلا أن هذا الاحتياط من الاستسلام للواقع وهذا الحذر من الذوبان فيه، لا ينبغي أن يتحول إلى حاجز نفسي يمنع أي إمكانية للتفكير العقلاني، وموازنة الأمور وتقدير نتائجها ومآلاتها ، ولا أن يقف عائقا أمام التعاطي بالحكمة والمرونة المطلوبة مع الواقع، ولا أن يصبح ذريعة للتصلب والجمود والتحجر على آراء أو اجتهادات أو مواقف بعينها ولو تبين أنها مرجوحة، بحجة عدم الاستسلام للواقع وعدم الرضوخ له، ولا أن يتحول إلى هاجس يعيق عملية التكيف المطلوبة مع الواقع بشكلها الإرادي ـ
ولتقريب الصورة نسوق مثال ذلك البائع الذي ذهب للسوق وشغله الشاغل هو كيفية النجاة من حيل المحتالين، بعد أن أوهمه أحدهم أن علامة المحتالين تتجلى في تكرار السؤال عن الثمن قبل السؤال عن البضاعة ، وأصبح كلما سأله مشتر عن ثمن السلعة، يرفض التعامل معه خشية أن يكون السائل محتالا، وهكذا قضى اليوم كله حذرا فطنا رافضا للاستسلام، بل فرحا بمستوى يقظته ناسيا أن الشاطر في السوق هو الذي يسعى لبيع أكبر قسط من سلعته في مراعاة لواقع هذا السوق وإمكانيات الربح فيه ـ
فالفاعل المتبصر ينظر بعيدا ، ويدرس واقعه ، ويتعرف على الوسط الذي يتحرك فيه ، ويُقَدر بعد ذلك عواقب الأمور ونتائجها ومآلاتها، ويحدد بالضبط من أين يبدأ وأين يجب أن يقف، وكيف يرتب أولوياته وإستراتيجية تَحرُّكِهِ، فلا يتحرك بعشوائية متهورة في حقل يجهله، قد يكون مليئا بالألغام، ولا يدخل في معركة يعلم مسبقا أنها خاسرة، ولا يفوت فرصة يراها سانحة، ولا يستعجلُ أمراً قبلَ أنْ تنضجَ شروطُهُ، ولا يتأخرُ عن أمر قد حان وقتُهُ، فتكون بذلك جل خطواته محسوبة، فلا يكون صلبا حتى يُكْسر ولا لَيِّناً حتى يُعْصر، بل عليه أن يتعرف جيدا على المعادلة، وعلى طرق حلها، ولا يتأتى ذلك إلا بناء على دراسة متبصرة لحجم الفرص المتاحة، وحجم التحديات والإكراهات، وحجم الإمكانات والقدرات الذاتية، ثم موازنة الأمور ودراسة المآلات والنتائج، وأخيرا اتخاذ الموقف المناسب في إطار البدائل الممكنة والخيارات المتاحة.. ذلك إذا هو التكيف الإرادي القاصد ، الذي يُبنَي على رؤية متبصرة، حتى إذا ما دعته الضرورة لبعض الاختيارات المفضولة، لا يكون الأمر عشوائيا ولا مجانيا ولا متسرعا تحت الضغط والإكراه، بل يكون ضمن استراتيجية واضحة ومدروسة . وإذا أقدم على أمر أو أحجم عن آخر، لا يفعل ذلك بشكل استسلامي ، بل يكون ذلك بناء على وعي تام به وبمكانته وترتيبه في خارطة الطريق التي رسمها أو الأولويات والأهداف التي سطرها ـ

الخميس، ٩ أكتوبر ٢٠٠٨

اصحى يا نايم والنعامة

أحد أساتذتى الأفاضل (وهو طبيب أطفال ) , اعترض على التوصيف الخاص بالمدونة المكتوب فى رأس الصفحة ( كثير من الأمور المهمة نتجاهلها رغبة فى الهروب من الواقع , والواقع أننا نفعل فعل النعام .. نضع رأسنا فى الرمال لأنه الحل الأسهل .. من المواجهة ) ـ

وسبب الاعتراض هو أن النعامة لا تضع رأسها فى الرمال لهذا السبب وهذا خطأ علمى نقع فيه كثيراً , وأورد لى أحد الآراء حول سبب وضع النعامة رأسها فى الرمال وهو : أنها تسمع دبيب الأقدام لتتعرف على قدوم الأعداء من بعيد ـ
بحثت عن الموضوع على جوجل ووجدت نفس الرأى تقريباً على أحد المنتديات ونصه : " النعامة من الطيور اليقظة جداً وهي تنطلق بأقصى سرعة إذا شعرت بخطر يتهددها وطبعاً نحن نعلم أنها لا تطير لأن جسمها ضخم ولا يمكن لجناحيها أن يحملاها لقصر حجم هذه الأجنحة وللنعامة ساقان قويتان جداً لدرجة أنها لو أصابت بهما إنساناً لكان من الممكن أن تقتله ولتحمي النعامة نفسها وأولادها الصغار تُلقي بنفسها على الأرض لتظهر للصائد أو للمطارد كالمصابة.. وهي تقصد بذلك أن تتجه إليها أنظار الصائد فيتمكن صغارها من الهرب فإذا نجح الصغار حاولت هي أيضاً والنعامة حينما تضع رأسها في الرمال إنما تقصد أن تستمع لدبيب الأقدام على الأرض وأتجاهها مما يُسهل لها الهرب من المطاردين والصيادين والوحوش " ـ

لكن القول الذى ارتبط بأذهان كثيرين هو ما ذكرته فى التوصيف وهو ما تعارف عليه أغلب الناس ـ

المهم أن الدكتور الفاضل قال لى أنه لن يزور المدونة مرة أخرى حتى أمسح هذا الخطأ التاريخى الفظيع .. فبين تصحيح المعلومة , و كتابة ما تعارف عليه الجميع لكى يصل الهدف .. كنت فى حيرة من الأمر , لذلك كتبت هذا التنويه وأعتذر لأستاذنا الكبير عن عدم مسح التوصيف فالمهم أن يصل الهدف من الكلام الى الأذهان مادامت المعلومة قد صححت ـ

دمتم فى رعاية الله

الثلاثاء، ٣٠ سبتمبر ٢٠٠٨

رمضان ولى ...

شعر : أ/ عبد القادر أمين (1)

رمضان ولى فاسكب العبرات
واغسل جراح النفس والقسمات
واطلب من الله العلى توسلاً
يبقى زمان الصوم والبركات
فلعل يوماً صائماً ينجو بنا
ان الصيام يجود بالنفحات
فرح الكسول بخمره وبلهوه
جهل الخمور وسود الصفحات
لو قام ليلاً للاله تهجداً
لأضاء نور الفكر بالورقات
يا شهرنا لا تبتئس وامكث بنا
عمراً مديدا يثبت العزمات
فشبابنا نحو الصلاة مسارع
وشيوخنا عكفوا على الآيات
ونساؤنا ذقن العفاف حلاوة
وتحجبت فتجملت أخواتى
وتسابق الغلمان فى صوم وقد
ألف الجميع أطايب الثمرات
جعلوا نهارك والليالى طاعة
وكذا يزيد الحب بالقربات
بالله لا تعجل وكن متلطفاً
واكشف بنورك حالك الظلمات
وأعد علينا نصرنا بجهادنا
واجعل من الماضى سبيل الآت
ان الصيام لصدق عهد بالتقى
شهر القبول مكفر الزلات
جمع القيام مع الصيام وانه
أصل الزكاة وموكب الندوات
ريان باب يستحق دخوله
من صام يرجو العتق والرحمات
هذه خصال الخير تهفوا نحونا
قد حازها من لاذ بالعتبات
ربى تكفل بالعطاء وحسبنا
جود الكريم مضاعف الحسنات
ربى فجد بالتوب انك غافر
آن الأوان لكى تضاء حياتى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الشاعر عبد القادر أمين عبد القادر ... شاعر معاصر ( صاحب ديوان : من نبض القلم ) , وأمين صندوق نادى الأدب العربى والاسلامى بالغربية ,, وقد نظم هذه القصيدة معارضة لقصيدة أحمد شوقى التى جاء فى مطلعها : رمضان ولى هاتها يا ساقى ,, مشتاقة تسعى الى مشتاق ــ بالأمس كنا أسيرى طاعة ,, واليوم حل العيد بالاطلاق

الأحد، ١٤ سبتمبر ٢٠٠٨

بعد سبع سنوات من الحرب على الارهاب .. هل أمريكا تقف وحدها

بقلم : ابن المبارك ـ سبتمبر 2008

هذا العنوان جال بخاطرى بعد قراءة خلاصة لتقرير أعده باحث أمريكى يدعى " روبرت كاجان " , مقيماً وضع الولايات المتحدة الأمريكية بعد سبع سنين من أحداث الحادى عشر من سبتمبر ـ
بوش الانعزالى .. هكذا يسميه كاجان فى تقريره , أدار فترة حكمه بغباء سياسى شديد معتمداً على منطق القوة العظمى الوحيدة ومتخلياً عن المنهجية البحثية الاستراتيجية للولايات المتحدة فى التعامل مع الأحداث الخارجية فى العالم .
عندما سئل بوش عام 2000 عن المبادئ التى يجب أن تحكم السياسة الخارجية الامريكية قال : المصلحة الأمريكية .. فى حين كانت اجابة منافسه آل جور هى : القيم ـ
ان ذلك المنطق الذى يضعه بوش من أول يوم فى حكمه هو السبب فى تدهور صورة الولايات المتحدة الداخلية والخارجية , وأعنى بالخارجية على المستوى العربى والاسلامى والغربى عموماً .. ونستطيع أن نقول بوضوح أن العالم خدع بتمثيلية الحرب على الارهاب التى ابتدعها بوش عقب أحداث الحادى عشر من سبتمبر , فلقد ظن الجميع للأسف أن أمريكا تحارب الارهاب فى العالم من أجل مصلحة العالم ( انه منطق القيم ) الذى ليس من مبادئ بوش أساساً واليكم الدليل .. لماذا شجعت روسيا والصين وأسبانيا والهند مثلاً هذه الحرب ؟؟ أما روسيا فظنت أن الحرب على الارهاب سيطول المجاهدين فى الشيشان وستساعدها أمريكا فى ذلك , وظنت الصين أنها حرباً على الايجور المسلمين , وظنت الهند أنها حرباً على المتمردين المسلمين فى كشمير , وظنت أسبانيا أن منظمة ايتا الانفصالية قد انتهت بالاعلان عن هذه الحرب .. وكثير من الدول على هذا المنوال , وهو مالم يحدث حتى الآن ـ

لم تستيقظ هذه الدول من غفلتها الا بعدما رأت جنودها يموتون فى العراق وافغانستان ويلقى بهم فى صحراء لبنان وكهوف البلقان , بدأت الحسابات تتغير عند هذه اللحظة وايقنوا أن مبدأ المصلحة الامريكية الانعزالية قد تحقق بالفعل ـ

أعود الى كاجان , الذى اندهش من عدم فهم التصرفات الامريكية الانعزالية من أول يوم لبوش اذ ان انسحاب الولايات المتحدة الامريكية من معاهدة كيوتو للمناخ ومعارضتها للمحكمة الجنائية الدولية واعتراضها على اتفاقية منع انتشار السلاح النووى والصواريخ الباليستية .. كل ذلك كان مؤشراً قوياً على تبنى بوش مبدأ العزلة المصحوب بالاحساس بالقوة , اذ ظنت وتظن الولايات المتحدة أنها ليست فى حاجة لأى اتفاقيات مع الغرب لأنها ببساطة تفعل ما تريد .. سمى كاجان هذه المرحلة بالاستراحة الاستراتيجية التى تتخف فيها الولايات المتحدة من أعبائها الدولية , الا أن هذه الاستراحة سرعان ما انتهت بأحداث الحادى عشر من سبتمبر ـ

هذه الأحداث جعلت الولايات المتحدة تعود الى العالم من جديد بمنطق من ليس معنا فهو علينا , وهو المنطق الذى سارت به الدول خلف الولايات المتحدة أملا أن يصيبها من فتات النصر ما يجعلها تتصدر من جديد مثل روسيا والصين وفرنسا الذين اكتشفوا فجأة أنهم كانوا سببا فى زيادة هيمنة امريكا على العالم وضاعت فرصتهم لاستعادة أمجادهم الاستعلائية على العالم من خلال وهم الحرب على الارهاب ـ
أما على الجانب العربى والاسلامى فتبدوا الاجابة على عنوان المقال واضحاً على الأقل بالنسبة للأنظمة الحاكمة .. اذ أن الدعم المصرى والسعودى والاردنى والخليجى لأمريكا لم يتوقف حتى هذه اللحظة بالرغم من المعارضة الشعبية لهذه التبعية المشينة ـ
ليس الأمر خاص فقط بالمعونة الامريكية التى تتحكم من خلالها الولايات المتحدة فى مصائر الدول العربية والاسلامية , ولكن هناك بعد آخر يغيب دائماً عن المحللين السياسيين , وهو حاجة هذه الدول للولايات المتحدة بالفعل فى محاربة التيار الاسلامى السياسى ـ كما يحلو للبعض تسميته ـ وأن تحجيم هذا التيار الذى يتصدره جماعة الاخوان المسلمين هو الضامن الأول لبقاء حفنة الحكام فى مناصبهم حتى الموت ـ
ولست اتحدث عن حاجة أمريكا أيضاً لمحاربة التيار الاسلامى كتيار عقائدى يسعى لتحكيم الاسلام فى العالم أجمع , فتلك مؤامرة لها أطراف أخرى لا يستوعبها المقال ويكفى مقولة بوش فى حديثه أمام قدامى المحاربين فىولاية سولت : " الحرب التي نخوضها اليوم هي أكثر من نزاع عسكري إنه الصراع الايديولوجي الذي سيحدّد وجهة القرن الواحد والعشرين " ـ

اذا عدنا الى المعونة المريكية التى يظن حكام العرب فى الشرق الاوسط أنها المنقذ فان الدراسة التى أجراها الكونجرس قبل ثلاثة أعوام حول طبيعة المساعدات الامريكية لمصر كنموذجأ كانت واضحة وصريحة لأبعد الحدود خاصة فى جزئها السرى الذى تم تسريبه
, فأكثر من سبعة مليارات دولار فى ست سنوات , كمساعدات عسكرية فقط تستحق التضحية من النظام المصرى كما يعتقدون ـ

أخيراً فان الهوس التى تعيشه أمريكا منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر بدعوى الحرب على الارهاب قد يدفعها الى العمى فى تعاملها مع القضايا الخارجية بالغة الحساسية , وعلى رأس تلك القضايا القضية الفلسطينية ,. والدعم اللا محدود لاسرائيل التى وصفتها جريدة الخليج فى احدى افتتاحياتها : إن إسرائيل وحدها بين دول العالم التى تمارس " إرهاب الدولة " علنا وتجاهر به، لا تخشى عقاباً ولا تهاب لوماً أو تقريعاً ، ولا تضع في حسبانها استنكاراً أو تنديداً , وأكدت الصحيفة أن الإرهاب جزء من تكوين هذه الدولة وعقيدتها تمارسه قتلاً واغتيالاً وتوسعاً واجتثاثاً وحصاراً ورفضاً لكل جهد سلمي واحتقاراً لكل منطق يقول بالحق والعدل، مستنتجة أنها دولة إرهابية بامتياز ـ
فاذا كانت اسرائيل كذلك فان امريكا تمارس دعماً علنياً لها بوصف مقارب من وصف المجاهرة بالذنب لدينا , دون مواربة أو مداراة بدءاً من المساعدات الاقتصادية والعسكرية وانتهاءاً بالفيتو ضد أى قرار يقترب من اسرائيل ـ

لا تتوقع اذا أن تستجيب امريكا للتقرير الذى أعده باحثان أمريكيان (جون ميرشايمر , وستيفن والت ) وخلصا الى نتيجة منطقية بالأدلة هى أن الدعم الأمريكى لاسرائيل لا يصب فى مصلحة أمريكا ويدفع بها الى الهاوية ـ
الشيئ الوحيد الذى أختلف مع التقرير فيه هو أنه ذكر أن دعم امريكا لاسرائيل لا ينبع من تفكير عقائدى انما فقط " يستند إلى دوافع إستراتيجية نابع من ضغوطات اللوبي اليهودي والمجموعات المسيحية المتطرفة والمحافظين الجدد المؤيدين للطروحات الصهيونية " ـ

الاثنين، ٢٥ أغسطس ٢٠٠٨

هل يحاربون الله !! ـ

وكأنى بشياطين الجن يعيشون فى ارتياح بعد اطمئنانهم أن هناك من شياطين الانس من يقوم بالمطلوب



" وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا ... " ـ


الاثنين، ١٨ أغسطس ٢٠٠٨

الفتاوى ذات البلاوى .. لوزير التعليم العالى


قال وزير التعليم العالى هانى هلال فى رده على سؤال للاعلامى جمال الشاعر حول تاجيل الدراسة الى ما بعد رمضان كما تفعل السعودية : " والله اللى عايز يتعلم كده يروح السعودية , واللى عايز ياخد راحته عشان يصوم .. خلاص بلاش يصوم " ـ
وقال ان هذا يسيئ الى الاسلام , لأن رمضان ليس شهراً للكسل , وحتى لا يقول أحد أن المسلمين لا يعملون فى رمضان

----------------------------------------------------
انتهى كلام معالى الوزير .. الذى لم يجد حوله ـ ومما يفعل هو فى وزارته ـ ما يسيئ الى الاسلام سوى تأجيل الدراسة .. ـ
أيها السيد الوزير المبجل : عفواً ... أنت أول من يسيئ الى الاسلام بسياستك الفاشلة فى الوزارة ضد الطلاب والأساتذة .. وكفى بك اساءة أنك فتحت الجامعات فى عهدك مرتعاً للأمن الذى تجعله فيها بيده مقاليد الأمور ـ والعياذ بالله

الأربعاء، ٣٠ يوليو ٢٠٠٨

ردود متنوعة على الدكتور عبد الستار المليجى

هذه ردود بعض قيادات جماعة الاخوان المسلمين على الضجة التى أثارها الاستاذ السيد عبد الستار المليجى .. قد تتشابه فى مضمونها ,, لكن هناك ردودا تحتوى أسراراً تذكر ربما لأول مرة .. بتلك الردود نكون قد أغلقنا هذا الملف الذى فرض نفسه على الجميع رغم كراهتنا لاثارة الفتن والبلبلة فى هذا التوقيت بالذات .. والله المستعان ـ

1 ـ " اننا لن نوافق أبداً على اجتزاء واختزال الاسلام ,. لأن الاسلام دين شامل يشمل كل مناحى الحياة .. أما عن قضية الاعتقالات والمطاردات الأمنية التى يشنها النظام ضد عناصر وكوادر الاخوان والتى يتذرع بها الدكتور المليجى لتوجيه الجماعة للعمل الدعوى فاننا لن نراهن على سلامتنا البدنية , واننا نعرف أن هناك ضريبة وثمناً يدفع فى سبيل منهجنا وأهدافنا التى نجاهد من أجل تحقيقها .. وسلوك الدكتور المليجى فى تحديد جدول زمنى للرد على مقترحه أشبه بانذار على يد محضر وهو سلوك مناف تماماً لأدبيات الاخوان ,, كما أن الدكتور المليجى ليس عضواً بمجلس الشورى وانا أعرف ذلك جيداً " ـ
المهندس على عبد الفتاح (الاسكندرية) ـ لجريدة الدستور
****************************************
2 ـ " الدكتور عبد الستار هو ابن الدعوة وتاريخه يشهد بذلك , ولكن هناك الأمور التي نقيم بها الإخوان مثل الالتزام وادب الحوار والمشاورة وللأسف لحظنا تخلي من الاستاذ عبد الستار عن بعض هذه الاسس , ودعوته لانشاء تلك الجمعية هو الوحيد الذي يسئل عنه ولا يمثل هذا الطلب طلب رسمي من الجماعة ويعتبر تحرك فردي منه " ـ
الاستاذ اسامة نصر ـ عضو مكتب الارشاد فى حوار على ملتقى الاخوان
*********************************************
3 ـ " الإخوان ينأون بأنفسهم عن مثل هذا الحديث المفترى على الجماعة , و أن هذا الأخ قد تم التحقيق معه أكثر من 3 مرات ، و آخر مرة كنت رئيسا للجنة التحقيق وكتب اعتذار بخط يده وقال اكتبوا ما تريدون وأنا أمضي عليه ، فقلت له أن هذا لا يجوز ولا يليق ، وكتب اعتذارا بخط يده و أخذ يبكى بكاءا شديدا على ما بدر منه وكان معي د/ محمد مرسى ونشر هذا الاعتذار في إخوان اونلاين يومها و للأسف فان هذا الأخ أخطاءه تتكرر هي هي وكأنه لا يستمع لنصيحة ، والأفضل ألا نعيره انتباها ولا نرد عليه لأننا حين نرد عليه نعطى مادة للرد والكذب .و نسال الله له الهداية وندعوه لأن يتوب توبة نصوحا لأن ما يقوله ليس من الجانب الأخلاقي الذي تربى عليه داخل الجماعة " ـ
الاستاذ جمعة أمين فى حوار لموقع أمل الأمة
*************************************
4 ـ قال المستشار علي جريشة إن الإخوان براء من اتهامات عبدالستار المليجي، لافتاً إلي أنه من غير المقبول تحميل الجماعة أخطاء أفراد . وأضاف في رده علي ما ورد في حوار «المصري اليوم» مع المليجي أنه يقدر حرية الرأي ويقدر استمساك المليجي بالوفاء والبقاء، وقال موجهاً حديثه له : لا تغر النظام أن يبطش بالجماعة. وتابع جريشة في رده: لم أستطع بعد ما طالعت حوارك مع «المصري اليوم» أن أقف ساكتاً وأحيي فيك رغم اختلافك مع الإخوان إقرارك بفضلهم واستمساكك بهم، ولا أذهب إلي مقالة سيد قطب - رحمه الله - عنهم: «إنهم أطهر من يمشي علي الأرض» لكن أقول مع اعترافي بفضل الجماعات الأخري مثل «التبليغ والسلفيين والجهاد» إنهم أفضل الموجودين علي الساحة مبادئ وتربية وأخلاق وذلك لا يمنع من وجود الخطأ فردياً وجماعياً لأنهم بشر وليسوا ملائكة . وأضاف: أقدر ما قلت من أنك حاولت الإصلاح من الداخل ووددت لو استمررت وقد كان لي تجربة في ذلك مع الصديق العزيز المرحوم مصطفي مشهور تغير معها، بفضل الله ثم باستجابته، موقف الجماعة بالنسبة لبعض الأحداث، لكنك ربما ضقت أو تسرعت فانتقلت ربما بحسن نية إلي دائرة التشهير والتجريح وذلك يسيء إليك قبل أن يسيء إليهم ويخدش وفاءك واستمساكك الذي أعلنت عنه.وقال: أعتب عليك لأنك حملت الجماعة كلها بعض تصرفات فردية وأغريت النظام أن ينال منها وسميت أشخاصاً واتهمتهم وكنت أودلك مع ما أسمع عنك من خير ألا تفعل وأن تطبق سنة الرسول صلي الله عليه وسلم حين كان يقول: ما بال قوم يفعلون كذا وكذا.. ولا يسمي.. بل كنت أفضل لك أن تطبق أمر الله: «ولا تنسوا الفضل بينكم». واستطرد: أرجو أن تراجع نفسك فيمن تحدثت عنهم، خصوصاً الأستاذ محمد مهدي عاكف، والدكتور محمد حبيب، والدكتور محمود عزت والمهندس محمد السروي.واختتم رده قائلاً : لقد عرفت الإخوان علي مدي ٥٠ عاماً فما رأيت منهم إلا خيراً واتفقت معهم كثيراً واختلفت معهم قليلاً فما أفسد الاختلاف للود قضية، وأني أدعوك إلي عودة عما قلت فالرجوع إلي الحق خير من التمادي في الباطل ـ
الاستاذ المستشار على جريشة من خارج مصر ,, فى حوار مع المصرى اليوم
***************************
5 ـ " هو حر.. أنا لا شأن لي به ولا برأيه.. دعه يفعل مايشاء.. أنا لن اعترض عليه ولن أتحدث معه "
الأستاذ محمد مهدى عاكف فى حوار مع البديل
***************************
6 ـ كما رد عليه الدكتور محمد الكتاتنى ـ رئيس الكتلة البرلمانية الاسلامية بمجلس الشعب ـ فى برنامج على الجزيرة الاسبوع الماضى

الأحد، ١٣ يوليو ٢٠٠٨

عودة للأضواء من جديد .. على حساب من ؟؟



هذا الخبر جاء فى جريدة الدستور المصرية فى عددها (405) ليوم السبت 12/7 .. كاتبه ، الصحفى صبحى عبد السلام ـ


جاء فيه : أن الاستاذ سيد عبد الستار المليجى ـ عضو مجلس شورى الاخوان (السابق) ـ تقدم رسمياً بمشروع الى مكتب الارشاد خاص بانشاء جمعية خيرية دعوية للاخوان المسلمين تتوازى مع العمل السياسى العام للجماعة , بحيث يتم فصل العمل الدعوى عن السياسى ... الخبر اشتمل ايضاً على الآتى :ـ


  • قال الاستاذ المليجى أنه حصل على تأييد جارف من قطاع الشباب وجيل الوسط بالجماعة , كما حصل على تاييد قطاع لايستهان به من شيوخ الجماعة ـ

  • وأنه أعطى مهلة لمكتب الارشاد 60 يوماً للرد عليه بخصوص هذا المشروع , انقضى منهم 40 يوماً ، واذا لم يحصل على الرد خلال 20 يوماً , سيبدأ اجراءات انهاء ترخيص الجمعية , خاصة انه معه توقيعات كثيرة من جميع القطاعات الاخوانية وكذلك الفصائل السياسية ـ

  • وأنه يعتقد ان الدولة لن تعرقل هذه الخطوة التى تهدف الى العمل الدعوى الخيرى فى النور وفى اطار الشرعية وتحت مظلة القانون ـ

  • وأن هذه الخطوة فى رأيه ستنهى حالة الاحتقان التى تعيشها مصر والمطاردات الامنية التى تواجهها كوادر الجماعة ـ

  • وأن برنامج حزب الاخوان السياسى " لعب عيال " وتسبب فى استفزاز جميع فئات المجتمع ومكوناته ـ

  • وقال : ان انخراط الجماعة فى العمل الدعوى سينزع الفزاعة التى يستخدمها النظام الحاكم فى التلويح بخطر الاسلاميين ـ

  • وعلى الجماعة ان تسلك الطرق الشرعية ةتلتزم بها لأنه من العار أن نتحدى القانون حتى وان لم نكن نرضى عنه ,, محذراً من وجود ما يسمى بالتنظيم السرى داخل الجماعة يحاول جرها للصدام مع الدولة ـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


انتهى كلام الاستاذ عبد الستار المليجى , نقلته بنصه دون تعليق أو تحليل ... وربما التدوينة القادمة تكون بعنوان : " القول العملى البتار فى الرد على الاستاذ عبد الستار " ـ


الخميس، ٣ يوليو ٢٠٠٨

رؤى وآراء حول مقال : الاخوان والعراق . المأساة الغامضة

تباينت الآراء والتعليقات حول المقال الأخير سواء في المدونة أو خارجها .. لذلك أردت توضيح بعض النقاط الهامة ـ

· بمطالعة الموقع الرسمي لحركة جامع تتمكن التأكد من أن حركة جامع حركة حديثة جدا ً ظهرت عام 2004 وبيانهم التأسيسي يوضح ذلك .. وطبقا لبعض الروايات المتواترة فان حركة حماس العراق استقلت بعدها بثلاثة أعوام (بالتحديد 9/3/ 2007 ) عن كتائب ثورة العشرين .. وتظل كتائب ثورة العشرين هي أولى الحركات في الظهور .. والله أعلم .. ولكن لا نريد أن ندخل في خلافات ظاهرية حول ترتيب الفصائل الاخوانية وننسى أصل المأساة ـ

· طبقاً لكلام أ/ أحمد سعيد الحامد عضو المكتب السياسي لحركة حماس العراق المستقلة فان الخلاف مع الحزب الاسلامى العراقي (الذى يعتبره كثيرون واجهة الإخوان السياسية) موجود ولكنه غير معطل .
· أكدت في المقال على ان عودة الإخوان إلى الساحة العراقية بعد الانقلاب ظلت سرية تماماً , ولا خلاف على ذلك سواء سمينا هذه السرية تجميد أو غير ذلك ـ

· انا لا اعرف الأخ الشريف الرضي من العراق , الذي قرأ المقال وعلق عليه تعليق مختصر .. ولم يبد اعتراضاً على أي من المعلومات الواردة .. من الممكن اذاً اعتبار ذلك إقرارا بصحة الوقائع المذكورة ـ
ـ الجميع يعلم أن هناك تشابكات في الواقع العراقي وأمور كثيرة غير واضحة المعالم .. لكن هذا ليس مبررا لتجاهل الوضع القائم هناك ولا حرج في إلقاء الضوء على قضية مجمدة في عقول الكثيرين ولقد ذكرت في مطلع المقال : " الكثير من الناس والكثير من الإخوان على السواء يقفون على مسافة بعيدة إلى حد ما مما يجرى في العراق " ـ
0 حاولت مراسلة اى من أعضاء حركة جامع لإجراء حوار معه لتوضيح بعض الحقائق .. وانا في انتظار ردهم مهما طال ـ
ـ أخيراً هذا نص بيان توحيد الرايات العاملة في العراق :ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله مستحق الحمد ، والصلاة والسلام على محمد رافع لواء الحمد ، وعلى آله وصحبه أولي الرفعة والمجد ، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ - وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون َ..)ـ

أما بعد : فإن العراق منبع الحضارات وموطن النبيين والخلفاء ، ومأوى العلماء والصالحين ، منه انطلقت رايات الفتح الإسلامي تحمل للدنيا نور الاسلام وهديه الناصع وعدله المستقيم ، ومن بين جنباته شعت أنوار العلوم وأصلت مدارسه على الصعد كافة ، ولن ينسى العالم أيام بغداد ، حيث كانت شامة في وجه الدنيا ردحاً من الزمن يؤمها الناس من كل حدب وصوب ليتزودوا منها ما يقومون به حياتهم ويصلحون به شعوبهم وبلدانهم .. إن هذا البلد الضارب بجذوره في أعماق التاريخ المرخي عنانه لما يخدم الإنسانية جمعاء توالت عليه المحن والمصائب وتعددت عليه أشكال المؤامرات ، فما أن تنتهي فتنة أو حرب حتى تستعر أخرى يوقد أوزارها غربي أو شرقي من الموتورين الذين تأكل قلوبهم نار الحقد والحسد والثارات .. منذ ربيع عام ألفين وثلاثة فإن بلدنا الحبيب يتعرض لأقسى الاعتداءات ، حيث اجتمعت عليه قوى الشر لتدمير جميع مؤسساته وبناه التحتية ونهب كل ثرواته وتمزيقه إلى دويلات وطوائف وزرع الفرقة والتنازع بين مكونات شعبه .ومع الأيام الأولى للاحتلال : تداعى الأبطال النشامى للذود عن الدين والأرض والعرض ورد المجرمين وردع الأعداء ، ولن تتوقف هذه المسيرة المباركة إلا بالخلاص من كل أشكال الاحتلال ومحو آثاره بإذن الله تعالى . ولا تزال الخطوات المباركة بين الفصائل الجهادية للتقارب والتنسيق والتعاون على البر والتقوى متتابعة ، ومنها هذه الخطوة المتقدمة ، حيث اجتمعنا في بغداد الرشيد بتاريخ ( 22 – شعبان - 1428 للهجرة النبوية المباركة الموافق 4 - 9 – 2007م) .نحن الفصائل الجهادية كل من :ـ

جبهة الجهاد ولإصلاح بفصائلها الأربعة : - الجيش الإسلامي في العراق .ب- جيش المجاهدين .ج- جماعة أنصار السنة - الهيئة الشرعية .د- جيش الفاتحين ـ

ـ2ـ الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية ( جامع ) .ـ

ـ3 ـ حركة المقاومة الإسلامية ( حماس - العراق ) ـ

واتفقنا على تشكيل ( المجلس السياسي للمقاومة العراقية ) ، والمجلس إذ يعلن عن نفسه يتقدم ببرنامجه السياسي لتحرير العراق متضمنا المبادئ الآتية : البرنامج السياسي لتحرير العراق :ـ

ـ احتلال العراق ظلم وعدوان ، مرفوض شرعاً وقانوناً وعرفاً ، ومقاومة الاحتلال حق تكفله كل الشرائع والقوانين .ـ

ـ المقاومة المسلحة تشاركها القوى والهيئات والشخصيات الرافضة للاحتلال ومشاريعه ، هي الممثل الشرعي للعراق ، وهي من يحمل مسؤولية قيادة شعبه لتحقيق آماله المشروعة .ـ

ـ تحرير العراق من الاحتلال والنفوذ الأجنبيين وتحقيق استقلاله الكامل ، وإلزام المحتلين تعويض الشعب العراقي عن كل ما لحق به من ضرر مادي أو معنوي جراء الاحتلال وآثاره .ـ

ـ أعمال المجاهدين العسكرية تستهدف المحتلين وعملاءهم ولا تستهدف الأبرياء والمستضعفين الذين يعمل المجاهدون على نصرتهم ودفع الظلم عنهم وتهيئة الحياة الكريمة لهم .ـ

ـ رفض أي تغيير في التركيبة السكانية للشعب العراقي، وفي التوزيع المناطقي لفئات الشعب ، وفي الحدود الإدارية للمحافظات، والعمل على دحر المشروع الطائفي - العرقي التقسيمي ، والحفاظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً .. أما المسألة الكردية فلها خصوصية ينظر فيها بعد التحرير .ـ

ـ إعادة المهجرين إلى مناطق سكناهم وتعويضهم عما لحق بهم من اضرار مادية ومعنوية وتأمين الحماية اللازمة لهم .ـ

ـ لا شرعية لأي دستور أو نظام حكم أو قانون أبرم في ظل الاحتلال .ـ

ـ إلغاء القرارات والأحكام الجائرة وإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين وتعويضهم .ـ

ـ عدم الاعتراف بأية معاهدة أو إتفاق أبرم خلال فترة الاحتلال ، يتناقض مع حقوق العراق وسيادته . ـ

ـ تشكيل حكومة من المهنيين ، تدير شؤون البلاد خلال مرحلة انتقالية ، وليس من حق هذه الحكومة أن تبرم أي عقد يتعلق بمصير العراق وسيادته وثرواته . ـ

ـ العمل على إعادة بناء دولة العراق على أساس عادل ، على أن يكون العراق لكل العراقيين ، وإن إقامة الحق والعدل من أهم أهدافنا ، ولا نرضى لأي طرف كان استغلال المنصب أو الموقع أو السلطة لتحقيق مصالح عرقية أو طائفية أو فئوية على حساب الحق والعدل الذي أمر الله به والذي يضمن خلاص العراق واستقراره .ـ

ـ العراق جزء لا يتجزأ من الأمتين الإسلامية والعربية ، والعمل على ترسيخ هوية العراق كدولة إسلامية عربية من أهم أولوياتنا .ـ

ـ صيانة ثروات العراق ، خاصة الثروتين النفطية والمائية ، وهي ملك لكل العراقيين .ـ

ـ دعوة العرب والمسلمين وشعوب العالم والمجتمع الدولي للقيام بواجبهم تجاه الشعب العراقي لبلوغ غاياته المشروعة ، وإقامة علاقات حسنة مع دول العالم مبينة على المصالح المشتركة ، والتعامل مع الهيئات الدولية وفق ما يخدم المصالح المعتبرة للعراق وشعبه .ـ

وفي الختام .. فإن هذا المشروع السياسي ليس بديلاً عن المشروع الجهادي ، وإنما هو خادم ومتمم له , وأن هذه الفصائل تعاهد الله على المضي في طريق الجهاد وبذل كل ما في وسعها وعلى جميع الأصعدة لبلوغ مرضاته سبحانه وتحقيق غايات الجهاد التي قام من أجلها .اللهم ألف بين قلوبنا واجمع صفوفنا ووحد كلمتنا ووفقنا لطاعتك وانصرنا ولا تنصر علينا ...وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ... وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الجيش الإسلامي في العراق ( جبهة الجهاد والإصلاح )ـ

جيش المجاهدين ( جبهة الجهاد والإصلاح )ـا

لهيئة الشرعية لأنصار السنة ( جبهة الجهاد والإصلاح )ـ

جيش الفاتحين ( جبهة الجهاد والإصلاح )ـ

الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية ( جامع )ـ

حركة المقاومة الإسلامية (حماس – العراق)ـ

الجمعة، ٢٧ يونيو ٢٠٠٨

هو كله ضرب ضرب !!! ـ

رسالة الى الاخوان المدونين .. من د/ ياسر حسن
أدعوكم لقراءتها على نافذة مصر .. على هذا الرابط
منتظراً ابداء الرأى فيها
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الجمعة، ٢٠ يونيو ٢٠٠٨

د/ حشمت فى حوار خاص

الدكتور جمال حشمت لمدونة اصحى يا نايم :
  • النقد الموضوعى خلق لابد من تشجيعه داخل الجماعة ولكن ...ـ

  • شعبية الاخوان مازالت مستقرة الى حد ما .ـ

  • نواب الاخوان نجحوا فى اثارة كل القضايا التى تهم الشعب المصرى وبرغم الحصار الاعلامى يتمتعون بمصداقية .ـ

  • المشكلة الكبرى أنه لا يوجد قيادة موحدة للمعارضة والنظام نجح فى اختراقها بالعصا والجزرة .ـ

  • الشيخ أحمد ياسين قال : مظاهرة دعم فى مصر تعادل عملية استشهادية فى تل أبيب .ـ

فالى تفاصيل الحوار


* أولا : أبدأ من آخر قضية مثارة وهى موضوع مكتب الارشاد وتصريحك على جريدة الدستور الذى أزعج الكثير من الاخوان والذى نفيته بعد ذلك .. السؤال هو لماذا حضرتك شخصياً تحرف تصريحاتك ( على ما أتذكر هذا هو ثالث مرة تنفى فيها بعض التصريحات الصحفية خلال شهور قليلة ) ـ ؟ وما هى حكاية مكتب الارشاد ؟؟ ـ

ـ أخى الكريم تحريف التصريحات أمر معلوم من الصحافة بالضرورة وقد يكون القصد السئ وارد فيها كما حدث معى فى حوار سابق مع جريدة نهضة مصر وقامت حلقة بأكملها من البيت بيتك عليها ورغم أن التلفزيون المصرى فى عمل غير مسبوق صور معى كلمة توضيحاً لم نشر إلا أنه لم يلتزم بأخلاق الشرفاء ولم يذع كلمتى المسجلة لديه قبلها بيوم كامل !! والأمر معروض الآن على القضاء
وقد تكون الصياغة ركيكة فيوضع الكلام فى غير موضعه ويتغير المعنى .. وعلى كل الأحوال فحرصى على عدم فهم أحاديثى على غير معناها يجعلنى فى أحيان كثيرة أملى الصحفى ما أريد أن أقوله كلمة كلمة والله أعلم رغم ذلك بما يكتبه ! ـ
أما حكاية مكتب الإرشاد فأحيلك لمقالتى الأخيرة " انتخابات الإخوان مالها وما عليها " على موقع نافذة مصر أو البحيرة

* ثانياً : حضرتك تعلم ما يثار حالياً من شباب الاخوان على المدونات وفى الصحافة من نقد لاذع للاخوان ويتطرقون لأمور تنظيمية داخلية لم نعتاد عليها من قبل (تحت مسمى النقد الذاتى ) المفيد لتصحيح الأخطاء الداخلية ؟ ما رأيك فى ذلك ؟

ـ لا مانع من مباشرة النقد الموضوعى بعيدا عن التجريح أو كشف ما يظن أنه يسئ للجماعة رغم عدم مسئوليتها عنه فى كثير من المواقف !! وذلك بعد محاولة توصيل ما يراه كل أخ من تصويب أو اقتراح أو مراجعة للمسئولين وهو خلق لابد من تشجيعه داخل الجماعة سواء ممن يجد فى نفسه شيئاً يريد أن يقوله أو من المسئولين الذين يجب أن يفتحوا بابا ليس للإستماع فقط بل ولتعديل الخطأ أو على الأقل الاعتراف به وهو ما سيقلل من مشاكل عرض تفاصيل الخلافات التنظيمية على الهواء مباشرة .ـ


* ثالثاً : شعبية الاخوان من وجهة نظرك فى تناقص أم تزايد بين عموم الناس فى الفترة الحالية ؟
ـ أظن أن هناك بعد ما يصاحب حركة الإخوان من صراخ وحصار ومظالم , أن بعض من كانوا حولها من ضعاف النفوس يخافون فيبعدون عنها وهم قلة وهناك من ينبهر بهم وبمواجهتهم للفساد والظلم والاستبداد فيلتفون حولهم وهو ما يجعل الوضع الى حد ما مستقر ولاشك أن خوض الانتخابات لها تأثير فى حركة الفريقين قربا أو بعدا من الإخوان


* رابعاً : بصفتك عضوا سابقاً .. تقييم حضرتك لأداء نواب الاخوان فى البرلمان حتى الآن ؟
ـ تقييم أداء أى مجموعة يحتاج أولا معرفة أهدافهم وأمكاناتهم وخطتهم ولاشك أن كتلة الإخوان لا تمتلك أغلبية ولاتملك بالتبعية القدرة على إقالة الحكومة أو تمرير قانون أو تعطيل قانون ولا تملك اتخاذ قرار أو تنفيذ قرار داخل المجلس لذا أرى أن هناك نجاحا فى إثارة كل القضايا التى تهم ابناء الشعب المصرى تحت القبة وتم فضح المسئولين المتورطين فى الفساد وفتح الملفات التى تسبب حرجاً لكل مسئول يتصور أنه فى حصانة وفى منأى من الفضح والمحاسبة أيا كانت نتيجة هذه المحاسبة فتلك يتحملها المجلس وقياداته وهم من وقعوا تحت سيطرة الحكومة والنظام الحاكم برجاله ومنتفعيه نعم كان لهم صدى إعلامى محدود نتيجة الحصار الذى فرض على نشاط المجلس كله إعلاميا لمنع النواب الأحرار من التواصل مع باقى الشعب وهو ما يكسبهم المصداقية التى بها تتأكل شرعية الحزب الوطنى والنظام بأكمله
ولاشك أن هناك تفاوتا فى الأداء نتيجة الخبرات والأمكانات الشخصية لكل نائب وهو أمر طبيعى كما أن هناك مواقف كان يجب استثمارها بصورة أفضل وهناك مواقف كانت تحتاج لإعدادات أقوى وهو ما يجب أن تتم دراسته ليكون التقويم شاملاً وموضوعياً


* خامساً : على المستوى العام فى مصر .. غلاء الأسعار وفساد معظم المؤسسات وسيطرة الأمن على كل مناحى الحياة .. كل ذلك ومازال التحرك الشعبى ضعيفاً للغاية والجميع ينتظرون الاخوان فقط للتحرك وشعارهم : سنقاتل حتى آخر فرد فى الاخوان .. ما رأيك فيما سبق ؟
ـ تعلمون موقف الإخوان الواضح فى هذا الشأن بأن حركة الإخوان وحدهم لا تكفى لمواجهة هذا الفساد وتلك الهمجية بل لابد من تكاتف الجميع وتلك هى المشكلة الكبرى الآن حيث لاقيادة موحدة للمعارضة المصرية وقد نجح النظام فى اختراقها بالعصى والجزرة والواجب الحث الدائم للعمل المشترك فى حدود ما تم الاتفاق عليه من قبل وهى مساحة لابأس بها لو خلصت النوايا وتوحدت الإرادات

* سادساً : على المستوى الخارجى , هناك من يرى أن دعم الاخوان لحماس فى غزة لم يتجاوز بعض المظاهرات وجمع التبرعات .. ولم يرقى بعد للمستوى المطلوب (مثلاً أحد المدونين الاخوان كتب يطالب الاخوان بالتوجه الى رفح لكسر المعبر بالقوة لدخول الفلسطينيين ) .. هل هناك صور أخرى غير معلنة للدعم , وما ردك على تلك الرؤية السابقة ؟
ـ هناك من النظام من أثاره مواقف الإخوان الداعمة للفلسطينيين وصور الأمر على شكل مؤمرات وتسليح وهروب عبر رفح لداخل مصر للإعداد لعمليات إرهابية وتأمر لعمل طائرات تجسس بدون طيار من إعداد أساتذة الأزهر !! وأن هناك مسيرة مليونية يعدها الإخوان للزحف على رفح وغير ذلك من تحريض أو تخويف وهم يعلمون أن دور الإخوان لا يتعدى الدعم المالى والنفسى والمعنوى بجمع تبرعات من الشعب المصرى ومقاطعة منتجات أعداء الأمة أومؤتمرات ووقفات للدعم وغير ذلك من وسائل ليس فيها هجوم أو رجال أو سلاح أو اقتحام وكلها مفردات لايتعامل معها الإخوان ولا يحتاجها الإخوة الأشقاء فى فلسطين وكلها مواقف ايجابية لايملك الإخوان سواها فى الوقت الحالى ولها تأثيرها الضخم على مسيرة مقاومة الشعب الفلسطينى وقد صرح الشهيد بإذن الله تعالى أحمد ياسين من قبل وقال أن مظاهرة دعم فى مصر تعادل عملية استشهادية فى تل ابيب .ـ

****************************************************************

شكراً جزيلاً لفضيلة الدكتور جمال حشمت على استجابته السريعة للحوار وعلى صراحته وان كان فى بعض اجاباته مالا يعجب الكثيرون ,, ولكنها سنة الحياة .. والمهم أن نختلف ولكن لا نفترق ...ـ

دمتم فى رعاية الله والى حوار آخر مع رمز آخر قريباً

الجمعة، ١٣ يونيو ٢٠٠٨

نظرية الخيارات المفتوحة .. حماس نموذجاً
بقلم : ابن المبارك

أستطيع القول إن نظرية الخيارات المفتوحة هي الوجه الآخر من نظرية التخطيط الاستراتيجي وتعريفها البسيط هو العمل في كل المسارات من خلال كافة التوقعات دون وضع حدود في التفكير أو العوائق , وخصائص هذه النظرية أتناولها من خلال نموذج واقعي وهو حماس , وبالتحديد من خلال تعاملها مع الأزمة الأخيرة في غزة .ـ

بمجرد ورود معلومات لحماس عن محاولات ( دحلان ـ دايتون ) لاستئصال حماس من القطاع والتي ذكرها هنية في خطابه الموجه إلى عباس (من باب سد الذرائع) والذي نصه : ـ

" نهديكم أطيب التحيات, ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.. لقد توافرت لنا بعض المعلومات في الآونة الأخيرة, تشير إلى خطةٍ أمنيةٍ تهدف إلى الانقلاب على الحكومة والخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني، ويمكن إيجاز هذه المعلومات في النقاط التالية :ـ
- إدخال كميات ضخمة جدًّا من السلاح لصالح حرس الرئاسة, من بعض الجهات الخارجية, بمعرفة ومباركة من أمريكا وإسرائيل. ـ
- تشكيل قوات خاصة من الأمن الوطني تُقدَّر بالآلاف لمواجهة الحكومة الفلسطينية والقوة التنفيذية واعتماد "مقر أنصار في غزة" مقرًا مركزيًّا لها. ـ
- تجهيز هذه القوات بالسيارات والدروع والسلاح والذخيرة وصرف الرواتب كاملةً للموالين .ـ
- تعقد اجتماعات أمنية حساسة لعددٍ من ضباط الأمن الفلسطيني في مقر السفارة الأمريكية حيث تناقش فيها خطط العمل .ـ،
- البدء بإجراءات إقالة لعددٍ من الضباط واستبدالهم بشخصياتٍ أخرى, مع العلم أن لجنة الضباط هي المختصة بهذه الشئون, كذلك تعيين النائب محمد دحلان من طرفكم شفهياً كقائد عام للأجهزة الأمنية, وفي ذلك مخالفة قانونية .ـ
- تهديد الوزراء ورؤساء البلديات بالقتل؛ حيث تم الاعتداء على الوزير وصفي قبها وزير الأسرى, وإعلامه عبر مرافقه أن الاعتداء القادم سيقتله، وكذلك تمَّ تكليف أحد مليارديري فتح من غزة بتصفية الوزير عبد الرحمن زيدان- وزير الأشغال والإسكان مقابل 30 ألف دولار.ـ

الأخ الرئيس : بناءً على ما سبق وغيره الكثير من المعلومات التي نمتلكها , فإننا نُعبِّر عن بالغ أسفنا إزاء ما ورد؛ حيث إن ذلك يهدد النظام السياسي الفلسطيني, والنسيج الوطني والاجتماعي ويُعرِّض القضية برمتها للخطر.. نرجو منكم اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لحمايةِ شعبنا وقضيتنا, ونحن سنظل أوفياء وحريصين على وحدة الشعب ولحمته، واقبلوا وافر التحية "
ــ

و من المعلومات التي لم يذكرها هنية لعباس وهو بالتأكيد يعرفها أن دحلان اختار 15 ألف عنصر من الموالين لتشكيل قوة خاصة في الأمن الوطني لمواجهة حماس و أدخل 150 سيارة جيب مزودة بأجهزة الاتصال اللاسلكي , بالإضافة إلى توفير 2000 مدفع كلاشنكوف، إضافةً إلى ثلاثة ملايين رصاصة وتوفير الملابس الخاصة والدروع للقوة الجديدة- وإعادة بناء كافة الأجهزة الأمنية وإقالة 15 من قادتها واستبدالهم بآخرين موالين- وإقالة 185 من ضباط الأمن الوطني لتنقية صفوف الجهاز من غير الموثوق في موالاتهم .ـ

بمجرد ورود تلك المعلومات, بدأت حماس بتطبيق نظرية الخيارات المفتوحة معتمدة على خطة استراتيجية طويلة المدى (خطة الحسم ) تكاد تتعجب منها .. فالخطة قسمت إلى ثلاث محاور : ـ

المحور الأول : مرحلة المخابراتية : بتجميع أكبر قدر من المعلومات عن مخطط دايتون ـ دحلان الانقلابي .
المحور الثاني : مرحلة الإعداد , لإفشال المخطط .ـ
المحور الثالث : ما بعد الحسم : وهى أصعب مرحلة في التعامل مع الموقف وهى مستمرة حتى الآن .ـ

لاشك أن الأمر استغرق الكثير من الوقت من قادة حماس في التفكير في الأزمة لكن من خصائص نظرية الخيارات المفتوحة التوازي لا التوالي بين التنفيذ والتخطيط , فأثناء التفكير والتخطيط في المحور الثاني , كانت كتائب القسام تتدرب على حرب الشوارع والعصابات ومهاجمة المنشآت , بالإضافة إلى إعادة تقسيم شوارع غزة عسكرياً بما يسهل عملية التنقل وتبادل المواقع وفى نفس الوقت أيضاً كانت مجموعات ( مكافحة الإرهاب ) التابعة للقسام والمنوطة بحرب الأنفاق , تحفر أنفاقاً تحت أرض غزة طولاً وعرضاً وخاصة تحت منشآت الأجهزة الأمنية التابعة لدحلان والمسماة بالتنفيذية (استغرق حفر أحد الأنفاق ستة أشهر وبالفعل تم نسف أحد المباني الأمنية عن طريقه ) .ـ
ولم يكن الحسم العسكري الخيار الأوحد لدى حماس لمعالجة مخطط الإطاحة , فما الرسالة التي أرسلها هنية إلى عباس إلا خيارا آخر سموه الخيار السياسي ـ

أما مرحلة ما بعد الحسم فقد كانت أصعب المراحل تفكيراً وتنفيذاً .. إذ أن المعلومات الأولية لدى حماس تقول أن الحسم العسكري لإفشال مخطط ( دايتون ـ دحلان ) لا شك لن يمر سهلا ولا برداً على قلوب الصهاينة والأمريكان فضلاً عن عباس ودحلان وفتح عموماً , فالمتوقع على الأقل في حينها هو الآتي :ـ

1. حل حكومة الوحدة, وإعلان حالة الطوارئ؛ لنزع الشرعية عن كلِّ مؤسسات الحكم التي تُسيطر عليها حماس حاليًا في قطاع غزة .ـ
2. فصل غزة عن الضفة الغربية والتعامل مع القطاع كمشكلةٍ منفردة, ودراسة إرسال قوات دولية إلى القطاع.
3. تحسين ظروف الأهالي في الضفة لكي يشعر الفلسطينيون في قطاع غزة بأن أوضاعهم لم تزدد إلا سوءًا في ظل سيطرة حركة حماس على القطاع, الأمر الذي يزيد من فرصة تململ الجمهور الفلسطيني في القطاع ضد حماس, وبالتالي التمرد عليها. ـ
4. شن حملات اعتقال ضد أعضاء حماس في الضفة الغربية , من أجل ضمان عدم نقل ما جرى في القطاع إلى الضفة.ـ

هذا بالإضافة إلى توقع مقاومة عنيفة من العناصر الأمنية التابعة لدحلان أثناء الحسم ( وهو ما لم يحدث ) ..ـ

إذا حدث ما سبق ( ولقد حدث ) فان حماس أمام أزمة جديدة لابد من علاجها.. أزمة اقتصادية بحتة للقطاع , وهجوم سياسي خارجي من العالم تقف وراءه إسرائيل وبعض الدول العربية التي تخشى تزايد نفوذ الإخوان المسلمين في المنطقة .ـ

منذ اليوم الأول لقرار الحسم ـ والذي سبق التنفيذ الفعلي بعدة أسابيع ـ كانت حماس قد كثفت من مطالباتها بالدعم المادي من كل الجهات وخاصة من إخوان مصر وسوريا والأردن على المستوى الشعبي , ومن بعض الحكومات والجامعة العربية على المستوى الرسمي ـ في محاولة لتخزين مواد غذائية ووقود ومرتبات للموظفين تكفى مرحلة معينة بعد الحسم انتظاراً لرد الفعل على هذا الحسم .ـ
على جانب السياسي كثفت حماس من ترسيخ اتفاقية مكة المكرمة في أرض الواقع ومحاولة تفويت الفرصة لإسقاط الاتفاقية والتي قام بها دحلان عبر أجهزته الأمنية .ـ

بعد عملية الحسم العسكري وسيطرة حماس على القطاع أصبح لدى حماس فجأة ـ باعترافهم أنفسهم ـ كنزًا استخباراتياً لا مثيل له خلفته ورائها أجهزة الأمن التابعة لدحلان وأجهزة المخابرات التابعة لعباس والتي كانت تتركز مكاتبها في أنحاء متفرقة من القطاع .. آلاف الوثائق والمستندات والمراسلات التي كشفت عن أسرار كثيرة لحماس حول طبيعة المخطط الدحلانى وكانت ـ هذه الأسرار ـ بمثابة وثيقة تأييد لقادة حماس ودعماً معنوياً بأن قرارهم جاء في الوقت والمكان الصحيحين وانتصاراً لنظرية الخيارات المفتوحة .ـ

من خصائص نظرية الخيارات المفتوحة عدم الكشف عن هذه الخيارات أو أياً من نتائجها , وهو ما انتهجته حماس حتى الآن فلم تكشف عن 1% من المعلومات التي تمتلكها .. لماذا ؟ لأن هذه المعلومات هي وقود مرحلة مستقبلية شديدة الحساسية تعمل وتخطط لها حماس من الآن في إطار نظرية الخيارات المفتوحة .ـ

بدء التعامل مع الواقع في غزة بعد الحسم من خلال نفس النظرية , فأثناء ما تقوم به حماس من إفهام العالم بما جرى في غزة وكسب تأييد الشعوب بالإضافة إلى جلب الدعم المادي للقطاع أثناء الحصار الاقتصادي الخانق , أثناء ذلك كله كانت حماس (ومازالت) تحاول الاستغناء عن الوقود الاسرائيلى بتصنيع الوقود ( الغاز الطبيعيch4 ومشتقاته ) من ( روث الحيوانات ) .. بالإضافة إلى التقليل من استخدام الوقود في الحياة العامة وإيجاد بدائل له وآخرها تحويل السيارات إلى العمل بالكهرباء بدلاً من البنزين .ـ

وفى محور خاص .. كانت حماس تضع خيار كسر الحصار بالقوة أمامها عن طريق كسر المعابر سواء مع مصر (وهو ما تم) , أو مع إسرائيل وهو ما سيتم قريباً (يسمون هذه الخطة بالانفجار) .. فحماس خططت مثلاً لاقتحام معبر رفح المصري بغطاء شعبي قبلها بأربعة أشهر على الأقل إذ يحكى أحد جنود القسام أنه كان يخرج يومياً بتكليف عسكري هو وزملائه ليلاً لقص الشريط الحدودي الشائك عند رفح سراً قبل الاقتحام بعدة أشهر ولم يكن يدرى حينها لماذا يفعل ذلك .ـ

على جانب آخر لا يقل أهمية وفى نفس الوقت التي تفعل فيه ما سبق كانت حماس تعمل على تطوير قدراتها العسكرية للمضي قدماً نحو مخطط الاستقلال ومقاومة الاحتلال الصهيوني .. آخرها تطوير مضادات للطائرات وزيادة مدى الصواريخ مع زيادة قدرته التفجيرية بالإضافة إلى بدء التفكير في صناعة طائرات بدون طيار ( وهو الموضوع الذي أثير من فترة في مصر وتم اعتقال أفراد من الإخوان بتهمة مساعدة حماس في ذلك ) . كل هذا غير كميات الأسلحة التي من المتوقع أن تكون حماس قد أدخلتها أثناء فتح المعبر .ـ

ماذا بعد ؟؟ السؤال الأكثر إلحاحا الآن .. حماس أجابت عنه منذ اليوم الأول بعد الحسم : لا بديل عن الحوار الداخلي لتجاوز الأزمة الحالية (راجع حوارات الأستاذ هنية كلها ) , لم يكن أحداً يصدق ذلك , حوار .. كيف, ولماذا , ومتى ؟! .. إلا أنهم لا يدركون خصائص تلك النظرية التي تعمل بها حماس . فالآن عباس هو من يسعى للحوار بلا شروط بعد شهور عديدة من الرفض النابع عن الاستكبار تارة أو الضغط الاسرائيلى تارة أخرى , وهو ما رحبت به حماس وتعمل لإنجاحه ليس حباً في عباس أو طمعاً في مكاسب سياسية نفوذية ولكن للبدء في تطبيق أهم مراحل نظرية الخيارات المفتوحة على الإطلاق .. مرحلة " الطريق إلى تل أبيب " لاستعادة فلسطين كاملة وهو الحلم الذي بدأت حماس في تطبيقه منذ عشرون عاماً .ـ

الأربعاء، ١١ يونيو ٢٠٠٨

.
" وقد يلتبس على البعض النقد والتشكيك فيظن التشكيك نقداً لا بأس به أو يظن النقد تشكيكاً فيرفضه ... والحقيقة أن هناك نقداً بناءاً أو نقداً هداماً , فالنقد البناء له أسلوبه وآدابه وقنواته التى يصب فيها , دون أن يحدث بلبلة , ونلمس من صاحبه الصدق وحب الخير " ـ


أ/ مصطفى مشهور

الاثنين، ٩ يونيو ٢٠٠٨

الأستاذ عبد المنعم محمود , والرد الصريح .. يغلق الملف مؤقتاً

الاستاذ عبد المنعم محمود استجاب لرسائلى فور ارسالها اليه عبر الفيس بوك ـ وهذا يحسب له بالتأكيد ـ ودخل الى المدونة بناءاً على رغبتى وكتب هذا التعليق , الذى لا ينقصه الصراحة .. ورغم اختلافى معه فى جزئية مهمة فى طريقة النقد, الا أن الاختلاف لا يفسد للود قضية طالما توافر الاخلاص وحب الحقيقة .ـ

فالى التعليق

***********************************************************

أخي الكريم هذه أول مرة أزور مدونتك جزاك الله خيرا فاشعر بإخلاصك في النصح وحبك للجماعة التي ننتمي لها جميعا وهذا أول تعليق مكتوب علي هذا الموضوع

ولا أخفيك سرا فانا لو قرأت ما كتبته قبل أربع سنوات فقط , لبت في أسوأ حالتي فقد كنت أغتاظ بشدة من الذين ينتقدون الجماعة لأني كنت أنظر بشكل غير بشري للجماعة أننا أفضل من الجميع وان كنا نخطأ فهما كان نحن الأحسن والأفضل نحن قريبون من الله عزو جل ودعوتنا إسلامية وأشياء كثيرة تدفعني لاستنكار أي نقد في حق الجماعةحتى بدأت أدرك الجانب البشري وحتي اقتربت كثيرا من دوائر اخوانية وبدي لي الشكل البشري ..

نحن بشر نصيب ونخطأ ولا يجب أن نضع لأنفسنا هالة , وفكرة أننا نكتفي بالنقد الداخلي لم تكن واردة بالنسبة لي .. لان الإخوان (الفكرة) التي دعا لها الإمام المؤسس لم تكن في البداية تنظيما بل دعوة إنسانية عالمية ثم بدأت تدخل الإطار التنظيمي والذي لم ولن يقصرها في تنظيم بعينه لان الروح قد سرت في هذه الأمة كما قال الإمام البنا و شئون الإخوان تخص الجميع أيضا ... لأننا لن نقوم بتربية دواجن في عشه .. الجماعة تربي رجالا للتعامل مع المجتمع لذلك يجب أن توجد شفافية بيننا وبين هذا المجتمع ويكون مطلعا علي كل شئوننا ما دمنا نريد العمل معه ولذلك أنا انقد الجماعة وان كنت وبصراحة بأسلوب حاد ولكن اختلافي لا يخرجني من التنظيم بداية ولا يخرجني من المدرسة الفكرية التي ينتمي إليها أناس كثيرون هم أساتذة وعلماء لنا
وعن الشهرة فقد يكون خط النقد التي اعمل عليه يفقدني الشهرة فقد عرفت واشتهرت من خلال اسم المدونة ( أنا إخوان ) واكتسبت قراء كثر اغلبهم من الإخوان وقابلت باحثين ومتخصصين في شئون الحركات الإسلامية علي هذا المنوال فنقدي قد يخرجني من كل هذه الشهرة المزعومة ويفقدني قراء كثر أيضا فأتمني أن ندع النوايا لله عز وجل , وللنظر للمضمون ونبتعد عن التجريح الشخصي فانه لا يفيد ولا يضر أيضا

وعن ذكرك أن المهندس خيرت غضب مني .. أنا اعرف المهندس منذ فترة طويلة وعلاقتي به طيبة فوق الغاية واختلف معه ويختلف معي وهو لا يغضب أبدا ولا يخسر احد وبالمناسبة أنا كنت بزوره اليوم في المستشفي وبالتأكيد اختلف معي ونصحني كعادته ,, فرج الله كربه وأعاده لنا .. لأنه كان من العقول القليلة التي تستوعب جميع المختلفين ولا يؤذيهم لا بالقول ولا بالفعل وللعلم فكما وجدت ضيقا مم كتبت من كثير من الإخوان كبيرهم وصغيرهم أيضا وجدت تصديقا وتأكيد لما كتبت من أساتذة وأيضا من أخوة فيما اكتب وقد تكون نظرتي القاسية تلك لا يستوعبها كثير ولكن هي دقات نفتح بها حوار مع إخواننا وأساتذتنا بصدق وعقلانية ..وأخيرا جزاك الله خيرا لأني بالفعل اشعر بإخلاصك في ما كتبت و مع اختلافك معي

وأحب أن أرد رغم كم الإساءات التي تواجهني هذه الفترة والتي تضيق بي لأني إنسان طبعا إلا أني أعطيهم عذرهم في يكتبون وأتمني أن يخرجوا شخصي من المسألة ويتحدثوا في الموضوع أفضل الذي استقيته من إخوان فضلا ـ

أخيرا أتمني أن يظل تعليقي هذا بين متون تعليقاتك الكريمة

***************************************************************************

لا يسعنى فى النهاية الا ان أشكر الاستاذ عبد المنعم على اهتمامه .. وأذكره أن نقطة الخلاف ما زالت قائمة .. لأن ليس كل ما يعرف يقال , ولا كل ما يقال حان وقته , ولا كل ما حان وقته حضر أهله

دمتم فى رعاية الله

الثلاثاء، ٣ يونيو ٢٠٠٨

عبد المنعم محمود .. المثير للجدل دائما


عبد المنعم محمود ... الصحفى المعروف و صاحب مدونة (أنا اخوان) اسم يتردد كثيرا وسط حالة من الاستفهام والترقب لاستقراء مواقفه التى غالبا ما تثير جدلا ,, ربما لأتها مواقف ليس لها تردد ثابت ,, فهو يفخر أحيانا بانتمائه لجماعة الاخوان المسلمين , وأحيانا أخرى ينتقد الجماعة بشدة وكأن بينه وبينها تار بايت .ـ
لمع اسمه بشدة بعد اعتقاله من منذ ثلاث سنوات مع مجموعة من قيادات الاخوان أثناء اجتماع لهم .. ومنذ ذلك الحين وحتى الان وهو كل يوم هو فى شأن .. فقد اختلطت لديه الخيوط غالبا , عمله كصحفى وانتماؤه للاخوان .ـ
ولأنى مهتم بالعمل السياسى والاعلامى (الى حد ما حسب رؤيتى المتواضعة ) فقد حاولت شخصيا تقصى الحقيقة عنه .. سألت عنه كثيرون فكانت أراؤهم عنه (شخصية) تفيد فى مجملها أنه الان شخص ( قد تفلت ) , ولكنى اكتشفت أن هذه الاراء أيضا تعبر عن عدم معرفتهم به جيدا ,, حتى جاءت زيارتى الى مزرعة طرة للاخوان المحاكمين عسكريا ووجدتها فرصة سانحة لكى أعرف رأى القيادات فيه , ولكن للأسف كان هناك تحفظا لم أعرف له مبررا حول الحديث عن هذا الأمر .ـ
فالاستاذ أحمد عز الصحفى المعروف رفض التعليق , فيما قال أحد القيادات ( أعتذر عن ذكر اسمه ) أن عبد المنعم قد جاء فى زيارة للمهندس خيرت الشاطر وأنه (المهندس خيرت ) كان غاضبا منه بشدة ,,, ولم يزد عن ذلك .ـ
ما دفعنى للكتابة بعد طول انتظار فى هذا الأمر هو شيئين :ـ
الأول : مقالات عبد المنعم على مدونته منذ فترة ليست بالقصيرة أخرها مقال نقدى شديد للاخوان بعنوان ( ما هى اليات الاصلاح التدريجى للاخوان ) والذى حذفه بعد فترة قصيرة من مدونته .. ثم الموضوع الاخير عن انتخابات مكتب الارشاد السرية وانتقاده لتكتم الجماعة عليها (رغم تأكيد الدكتور ابراهيم الزعفرانى لها على حد قوله ) .ـ
والثانى : أن هناك جيلا من شباب الاخوان الذين لم يتجاوز عمرهم سن المراهقة قد تأثروا بشكل كبير بالنمودج التفكيرى الاستنباطى لعبد المنعم حتى أصبح مصدر الهام لهم فى آرائهم وأفكارهم ,, يتضح ذلك على سبيل المثال لا الحصر بصورة مباشرة مع عبد الرحمن عياش صاحب مدونة (غريب ) وبصورة غير مباشرة مع محمد عادل صاحب مدونة (ميت) .ـ
أعتقد أن عبد المنعم يعرف ذلك جيدا ولكنه لا يدرك الآثار المترتبة على ذلك من أن يصنع نسخا منه فى طريقة النقد والعرض والتفكير ,, والفرق كبير بين أن يعرف وان يدرك بلا شك .ـ

فى النهاية قررت أن أتوقف عن السماع عن عبد المنعم و أن أسمع منه ولو لمرة كل ما يدور فى ذهنى عنه .. حاولت مقابلته أثناء احدى المؤتمرات ولكنه كان مشغولا جدا فضاعت الفرصة , فلم أجد بدا من مراسلته عبر الايميل طالبا منه الحوار آملا أن أجد عنده الجواب الشافى .. وانا فى انتظار رده ..ـ
ترى هل سيرد أم لا .. لن أسبق الاحداث على أية حال .ـ

الأحد، ١١ مايو ٢٠٠٨

سيادة الرئيس شيمون بيريز .. ألف ألف مبروك

ـ
لم أستغرب الخبر الذى جاء بجريدة الدستور يوم الاحد 11/5 الذى ذكر أن الرئيس مبارك ـ رئيس جمهورية مصر العربية ـ أرسل برقية تهنئة الى الرئيس شيمون بيريز ـ رئيس دولة الاحتلال الاسرائيلى ـ بمناسبة الذكرى الستين لقيام الكيان الصهيونى الغاصب
لم أستغرب لأن ليس هناك ما يدعوا الى توقع غير هذا .. فقد قال مبارك منذ عدة سنوات فى حديث تليفزيونى عن رابين " أخى رابين الله يرحمه " ـ
الله ارحمنا احنا يا رب وعجل بالفرج !!! ـ
وحسبنا الله ونعم الوكيل

الجمعة، ٢ مايو ٢٠٠٨

أعيد نشره .. حتى لا ننسى أصل المؤامرة

المؤامرة الكبرى .. شهادة من الخارج

إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش متورطة في "حرب قذرة كمحاولة لتأمين دكتاتوريةٍ فاسدة يقودها (رئيس السلطة محمود) عباس حتى النصر"؛ هذا ما كشف عنه مسؤول مستقيل من أركان مستشاري البيت الأبيض في واشنطن ليفجر فضيحة "غزة جيت" التي تكشف عن تورط بوش وإدارته في محاولة إشعال حرب أهلية أحبطتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس". ـ
ما سبق أن قالته حركة "حماس" عن قيامها بالدفاع عن نفسها في مواجهة مخطط إجرامي دموي تعرضت له من قبل فريق كان يقوده ما يعرف بقائد التيار الانقلابي في حركة فتح محمد دحلان المدعوم من جهات صهيونية وأمريكية كشف عنه وأكده بالوثاق تحقيق مثير أعده الصحفي الأمريكي ديفيد روز ونشرته مجلة (فانيتي فيير)، في الثالث من الشهر الجاري باسم "قنبلة غزة". ـ

مخطط إشعال الحرب الأهلية
وأكدت مجلة "فانيتي فيير" الأمريكية أنها حصلت على وثائق سرية مؤكدة من مصادر في وزارة الخارجية الأمريكية ومسؤولين فلسطينيين تكشفت النقاب عن خطة سرية مصدقة من الرئيس الأمريكي جورج بوش شخصياً سعت لتنفيذها وزيرة الخارجية الأمريكية "كوندوليزا رايس" ومستشار الأمن القومي "إليوت أبرامز" بهدف إشعال حرب أهلية فلسطينية من خلال تعزيز قوات من حركة فتح بقيادة "محمد دحلان" بالأسلحة بوصاية أمريكية للقضاء على "حماس" المنتخبين بشكل ديمقراطي. ـ
ولم يكن ما كشفه التحقيق الذي نشرته المجلة ودعمه بالوثائق والشهادات من أبطال المخطط الإجرامي مجرد قنبلة، بل قنابل حقيقية تظهر حجم المؤامرة التي تعرضت لها تجربة حركة حماس كقوة فلسطينية فازت بالأغلبية في انتخابات شهد الجميع بنزاهتها بهدف إجهاضها والانقلاب عليها، ولكنها جاءت على غير هوى أو توقع إدارة بوش. ـ
واعتبرت المجلة أن الإدارة الأمريكية دعمت مقاتلي "فتح" وحجمت قوة أعدائها، "الأمر الذي حرض "حماس" على أن تحكم سيطرتها على غزة". ـ
حقائق تتكشف
وبرأي المراقبين؛ فإن ما قالته "حماس" وكشفت المجلة عن خفايا الحسم العسكري في قطاع غزة لا يزال أقل بكثير مما هو غير معروف وتكشفه الوثائق يوماً بعد يوم، وهو في المجمل يؤكد أنه كان جزءاً من مخطط عام، اشترك فيه محسوبين على الشعب الفلسطينية مع الخارج الأمريكي لتنسيق حرب أهليّة تسوّغ لرئيس السلطة محمود عباس حل الحكومة التي شكلتها حركة "حماس" وإعلان حال الطوارئ في أراضي السلطة. ـ
واستندت المجلة بشكل كبير في الكشف عن تفاصيل الخطة على التصريحات الخاصة التي أدلى بها "دايفد وورمسير" والذي استقال من منصبه كمستشار لنائب الرئيس الأمريكي "ديك تشيني" لشؤون الشرق الأوسط بعد أحداث غزة، لـ "دايفد روز" محرر المجلة الذي تنقّل بين غزة ورام الله وتل الربيع (تل أبيب) والقاهرة وواشنطن، حاصلاً على وثائق مهمة واعترافات، أبرزها من دحلان نفسه، عن دوره في إشعال فتيل الحرب الداخلية تحت مسمّى "الدفاع عن النفس". ـ
شهادة بصدق "حماس"
ويقر (وورمسير) الذي استقال بعد فشل الخطة بأن حركة "حماس" لم تكن لديها نية للاستيلاء على غزة إلى أن أجبرتها فتح على ذلك.
وقال: "يبدوا لي أن ما حصل لم يكن انقلاباً من "حماس" وإنما محاولةٌ انقلابية من فتح مستبقةٌ قبل أن تتوفر إمكانية حدوثه"، مؤكداً أن إدارة بوش (التي كان جزءً منها) متورطة في "حرب قذرة كمحاولة لتأمين دكتاتوريةٍ فاسدة يقودها عباس حتى النصر". ـ
ما دفع وورمسير للكشف عن المخطط الإجرامي الذي تورطت فيه إدارته جاء بسبب أنه "مستثارٌ من السياسة الديمقراطية لإدارة بوش". وقال لذات المجلة: "هنالك تناقضٌ مذهل بين دعوات الرئيس (بوش) للديمقراطية في الشرق الأوسط وسياسته هذه"، واستطرد قائلاً: "إنها تعارضها بشكلٍ مباشر". ـ
الرهان الخاسر على النمر الكرتوني
وكشف الصحفي الأمريكي روز أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أبلغوه بأن هناك من نصح بالإسراع بتعيين "رجل قوي" عوضاً عن حل المشاكل مباشرة وهو الأمر الذي أدى إلى الأخطاء التي حدثت في غزة، في إشارة إلى محمد دحلان الذي كانت تسميه بعض وسائل الإعلام الرجل القوي في غزة، فيما كان مشهوراً بين الفلسطينيين كزعيم للتيار الخياني في حركة "فتح". ـ
وبعد أن فشلت الخطة وخسر الرهان على دحلان بعد أن ثبت أنه لم يكن أكثر من نمر من ورق؛ تبادل المسؤولون الأمريكيون الاتهامات عن جدوى الاعتماد على وكلاء مثل (دحلان). ـ
وحسب المجلة؛ فقد لام جون بولتون السفير السابق بالأمم المتحدة المعروف بتطرفه رايس. وقال للمجلة "ما حدث فشل مؤسساتي، وفشل في الإستراتيجية"، متهماً رايس أنها "كآخرين في الأيام الأخيرة من هذه التظاهرة، تبحث عن ميراث". ـ
صدمة فوز "حماس" وبداية المخطط
وأقر بولتون أنهم بعد فشلهم في وقف الانتخابات، حاولوا تجنب النتائج من خلال (دايتون) " –الجنرال (كيث دايتون) المنسق الأمني الأمريكي للفلسطينيين والذي توصل إلى اتفاقية سرية مع (دحلان) لتعزيز قوة (فتح)". ـ
وبحسب التحقيق؛ فإن الإدارة الأمريكية التي فوجئت بفوز "حماس" في الانتخابات التي فرضها بوش رغم رفض فتح لها بدأت العمل لإطاحة حكم الحركة بعد فوزها مباشرة بالتعاون مع دحلان وآخرين من قيادات "فتحاوية". ـ
دور عباس
وإن كانت المجلة لم تشر مباشرة إلى ضلوع عباس بالتخطيط، إلا أن سياق الأحداث التي يوردها الصحفي روز في تحقيقه تؤكّد أنه كان على اطّلاع بالخطة ومجرياتها، رغم أن تنفيذها كان موكلاً إلى دحلان، الذي عيّنه عباس مستشاراً للأمن القومي ليكون له اليد الطولى في السيطرة على الأجهزة الأمنية في إطار ما تقتضيه الخطّة. ـ
شروط الرباعية .. الخطوة الأولى
الخطوة الأولى في الخطة الأمريكية كانت الشروط التي فرضتها "الرباعية الدولية" للاعتراف بحكم
"حماس"، وهي الاعتراف بالكيان الصهيوني، ونبذ "العنف" (المقاومة)، والاعتراف بالاتفاقات السابقة والموقّعة. ورفض الحركة للشروط أدّى إلى قطع المساعدات الدولية عن السلطة الفلسطينية. ـ
ويشير التحقيق إلى أن عبّاس كان توّاقاً إلى استعادة التدفق المالي وقدرته على الرعاية ولكنه لم يكن قادراً على ذلك من دون مساعدة الولايات المتحدة التي طالبته بالثمن الذي استجاب له في النهاية. ـ
رايس توبخ عباس
ويورد التقرير ما دار في اجتماع بين عباس ورايس في الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) عام 2006 في مقر المقاطعة. وينقل عن شهود خلال الاجتماع قولهم إن نبرة وزيرة الخارجية كانت حادة وهي تقول لعباس إن "عملية عزل حماس لا تؤتي نتيجة". ـ
وأبلغته أن واشنطن تتوقع منه "حل حكومة إسماعيل هنية في أقرب وقت ممكن وإجراء انتخابات جديدة".ـ
وتنقل المجلة عن مسؤولين فلسطينيين قولهم، إنه خلال الاجتماع، الذي تمّ في شهر رمضان، وافق عباس على القيام بذلك في غضون أسبوعين. لكن بعد جلوسه إلى رايس إلى مأدبة الإفطار، طلب عباس من الوزيرة الأمريكية مهلة أسبوعين إضافيين. وبعد مغادرتها الاجتماع قالت رايس لمرافقيها، بحسب المجلة، "هذا الإفطار اللعين كلّفنا أسبوعين إضافيين من حكم حماس". ـ
وفي تلك الفترة مهد عدد من مستشاري عباس المعروفين بارتباطهم بالإدارة الأمريكية بتسريب نبأ نية عباس إقالة حكومة هنية وهو الأمر الذي نفاه عباس بعد أن عجز عن ذلك في البداية. ـ
مذكرة أخذ المواقع
وكشف روز عن ثلاث مذكرات سرية تصف الخطة، أولاها مذكرة "أخذ المواقع" والتي أعدتها وزارة الخارجية الأمريكية لـ "جايك والاس" القنصل الأمريكي العام في القدس. ـ
فقد قابل والاس رئيس السلطة محمود عباس في رام الله في 2006 مخلفاً وراءه مخطوطة تطالب فيها عباس أن يحل الحكومة التي شكلتها حركة حماس بعد فوزها في حال لم تعترف بـ (الكيان الصهيوني)، معطيةً إياه (عباس) وعداً من الولايات المتحدة بإرجاع تدفق الأموال إليه في حال نفذ الطلب. ـ
رسالة أم أوامر وتعليمات ! ـ
وبدا ما تكشف عنه الرسالة التي وصلت عباس أنها أوامر صارمة وتعليمات من سيد إلى عبد لديه وليس مخاطبات بين إدارة ورئيس!. ـ
وتقول المخطوطة: "نعتقد أن الأوان قد حان لأن تتحرك بسرعة وبشكل حاسم إن لم توافق حماس بالوقت المحدد فعليك أن تعلن حالة الطوارئ وتشكل حكومة طوارئ تلتزم بهذا البرنامج بشكل واضح .. إذا تصرفت ضمن هذه الخطوط سندعمك على الصعيدين المادي والسياسي وسنقف إلى جانبك خير داعمين". ـ
وقد أكد القنصل الأمريكي في رام الله جاكي والاس هذا الأمر، كاشفاً عن أنه مع اقتراب نهاية مهلة الشهر، ذهب إلى عباس حاملاً ما يمكن تسميته "إنذاراً بضرورة اتخاذ قرار إعلان حالة الطوارئ وتشكيل حكومة طوارئ إذا لم توافق حماس على مطالب الرباعية". ـ
ولدى مغادرته مكتب عباس، بقيت على الطاولة الورقة التي تتضمن نقاط الإنذار الذي كانت الخارجية الأمريكية قد أملتها عليه. ـ
مذكرة "الخطة ب"
"الخطة ب" كانت تقوم، حسب المجلة، على ضرورة إيجاد وسائل لصنع "مرحلة نهائية" بنهاية العام 2007 لمساعدة عباس بإضعاف حكومة حماس وبضرورة منحه كافة الوسائل لتعزيز قواته، وذلك بتخطيط من الخارجية الأمريكية، وهذا ما تم الكشف عنه في وثيقة "الخطة ب". ـ
وكان التركيز في الخطة الجديدة على محمد دحلان، الذي قال للمجلة "إنه حاول، منذ فوز حماس في الانتخابات، أن يوهمها بأنه لا يزال لدى فتح وأجهزتها الأمنية القدرة والقوة لمواجهتهم"، وخصوصاً أن لدى الأجهزة الأمنية أكثر من 70 ألف عنصر أمني، في وقت لا يتوفر فيه لدى "حماس" أكثر من 12 ألف نصفهم من "القوة التنفيذية" في حينه. ـ
حرب دحلان "الذكية" .. التعذيب والخطف مخطط مدروس
وفي إطار هذه الخطة البديلة، شن دحلان "حرباً ذكية للغاية" لأشهر تم في خلالها استخدام "تكتيك الاختطاف وتعذيب عناصر حماس والقوة التنفيذية". ويقر دحلان بهذه الحرب باعتبارها "دفاعاً عن النفس". ـ
الصحفي روز قابل أعضاء من "حماس" في غزة والذين وصفوا تعرضهم للتعذيب على أيدي قوات (دحلان) في خريف عام 2006 في الفترة التي كان مدعوماً فيها بشكل جيد من قبل إدارة "بوش". ـ
ضحايا التعذيب
محنة أحد الضحايا "مازن أسعد أبو دان" تم تصويرها واحتوائها في اسطوانة أمسكتها "حماس" بعد أن أحكمت سيطرتها على "غزة" في يونيو 2007. ويظهر الشريط تعرضه للضرب بعصاً حديدية بعد عملية حرقه من الفخذين. ـ
ضحيةٌ أخرى يروي ما حدث من تحمله لحروق من الدرجة الثالثة عند قيام معذبيه من "فتح" بإحماء قضيبٍ حديدي على غاز البروبان ومن ثم إحراق جذعه وفخذيه. ـ
ونقلت المجلة عن مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية قولهم إن مساعد رايس لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ولش، لم يكن يأبه لحركة "فتح" بقدر ما كان يريد النتائج و"كان يدعم أي ابن (..) ممكن أن يؤدي المهمة. ودحلان كان أفضل ابن (..) نعرفه، كان رجلنا". ـ
خطة عمل للرئاسة الفلسطينية
وفيما كانت حركة حماس توقع مع رئيس السلطة محمد عباس اتفاق مكة في مكة ويشكل الجانبان أول حكومة وحدة وطنية؛ كان عباس يتحرك ضمن خطة عمل رسمته له الإدارة الأمريكية للقضاء على حماس وإضعافها وإسقاطها عن شرعيتها. ـ
وتؤكد المجلة: "كانت هذه مبادرة قد أن بدأت، كما ذكرت مصادر في الخارجية الأمريكية في آذار (مارس) 2007 مخطوطات متتالية كانت آخرها تبدوا وكأنها مصورة من قبل السلطة الفلسطينية واضعةً خطةً تقتضي إقامة عباس حكومة وحدة وطنية من جانبه فقط، معتمداً على اتفاق أمني بين (ما كان يعرف بـ ) رجل فتح القوي "دحلان" و"الجنرال دايتون" لتعزيز قوة "فتح". ـ
وما كانت تقوله "حماس" باستمرار عن برامج التدريب والتمويل وكان دحلان وحركة "فتح" تنفيه باستمرار كشفت عنه المجلة الأمريكية من واقع الوثائق من داخل الإدارة الأمريكية. ـ
"كونترا ـ2" ـ
وحسب المجلة؛ فقد بدأت الولايات المتحدة في تلك الفترة في وضع خطة سرية أطلقت عليها تسمية "كونترا ـ2" أوكل تنفيذها إلى رايس وإبرامز، وتستهدف تدريب خمسة عشر ألفاً من مقاتلي فتح ودعمهم بالسلاح والمال تحت إشراف محمد دحلان بالتنسيق مع الجنرال كيث دايتون، المنسق الأمريكي الخاص لإصلاح أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، والذي التقى دحلان في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 في أول سلسلة محادثات مطوّلة في القدس المحتلة ورام الله بحضور مساعديهما. ـ
مداولات دايتون – دحلان
وقد وضع دايتون، بحسب المجلة، جدول أعمال قوي جداً. وقال لدحلان "لا بد من إصلاح أجهزة الأمن الفلسطينية، ولكن نحتاج أيضاً إلى بناء قواتك للتصدي لحماس". ـ
وقد رد دحلان بأنه "يمكن هزيمة حماس على المدى الطويل بوسائل سياسية، ولكني إذا قمت بمجابهتهم فإنني أحتاج إلى موارد جوهرية، وليس لدينا القدرة على ذلك حالياً". ـ
وقد اتفق الاثنان على العمل بشأن خطة أمنية فلسطينية جديدة تتضمن تولي دحلان مسؤولية الإشراف على كل الأجهزة الأمنية من موقعه الجديد مستشاراً لرئيس السلطة للأمن القومي وأن تقوم الولايات المتحدة بتزويد الأجهزة الأمنية بالأسلحة والتدريب. واقترح دايتون حل جهاز الأمن الوقائي المتهم بعمليات تعذيب وخطف، غير أن دحلان رفض ذلك بدعوى أن جهاز الأمن الوقائي "هو الجهاز الوحيد الذي يحمي فتح والسلطة في غزة". ـ
تدفق الأموال وعلى حساب أربع دول عربية ! ـ
وبحسب الخطة؛ كان من المقرر أن تعطي الولايات المتحدة 86.4 مليون دولار إلى أجهزة الأمن الفلسطينية، لكن مع تعثر تمرير المبلغ عبر الكونغرس، لجأت الولايات المتحدة إلى مصدر تمويل آخر هو الدول العربية، ومن هنا أخذت الخطة اسم "إيران - كونترا 2"، إذ إنها كانت شبيهة بفضيحة بيع الأسلحة لإيران في مقابل دعم المتمردين ضد نظام حكم الساندينستا في نيكاراغوا. ـ
واستناداً إلى المجلة؛ فإن الدول العربية الأربع التي اعتمد عليها هي: السعودية ومصر والأردن والإمارات. وقد اجتمعت رايس مع وزراء خارجيتها، الذين وافقوا على تولي التدريب والدعم المالي. ـ
وقد جمع بالفعل مبلغ ثلاثين مليون دولار كما رصدت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار للدعم خلال خمس سنوات، وقد تبع ذلك نقل كميات من الأسلحة في شاحنات من مصر والأردن إلى مقاتلي "فتح" في غزة. ـ
تعزيز القوات وتوفير السلاح والتدريب
كما دعت الخطة إلى تعزيز قوات فتح الأمنية بـ 15 ألف عنصر وإضافة 4700 عنصر مدرب تدريباً عالياً تضمهم سبع كتائب جديدة، وهو ما كان دحلان باشر بتنفيذه عبر ما سمي حينها "القوة التنفيذية" التابعة لحركة فتح وهم العناصر المدربة في الأجهزة الأمنية وجمعهم في كتائب بقيادة موحدة مع توفير دورات تدريب في الأردن ومصر وتزويدها بالأسلحة للقيام بمهماتها الأمنية، حيث سافر المئات إن م يكن الآلاف منهم بالفعل. وتقول الخطة إن الأموال التي تحتاجها تبلغ 1.27 مليار دولار لخمس سنوات. ـ
وتؤكد المجلة أن دايتون وفريق المؤامرة قد أخطأوا الرهان على دحلان وأجهزة أمن عباس حيث أثبتت الوقائع أن "حماس" هي الأقوى في غزة، وأن القوات التي كانت تتحضر للانقضاض عليها تساقطت مع مواقعها واحداً تلو الآخر "كأحجار الدومينو". ويتقاطع ما كشفته المجلة الأمريكية من واقع وثائق البيت الأبيض مع ما أقر به حكم بلعاوي القيادي في "فتح" في إطار مساجلاته مع أبو علي شاهين وتحدث عنه تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها حركة فتح في الأحداث لتبقى هذه الوقائع والحقائق المذهلة شهادة للتاريخ برسم كل القوى والأطراف التي توجهت بسهامها على "حماس" واتهمتها بكل قبيح فيما هي تصمت صمت القبور على كل هذه الوقائع الإجرامية.ـ