مصر فى ثورة

مصر فى ثورة

الجمعة، ٢٠ مارس ٢٠٠٩

خاطرة


معاناتى مع كتاباتى .. أزمـة جيـل

(1) ـ

عانيت على مر الشهور الماضية أثناء كتاباتى من محاولة توصيف واختصار وتوثيق المعلومات عند الكتابة فى ملفات الشأن السياسى الخارجى مثل قضية غزة وتركيا والسودان والعراق .. والمعاناة كان منبعها شيئين .. الأول : الخوف من الافراط أوالتفريط فى التناول , والثاني : محاولة مراعاة مشاعر كارهى القراءة الذين يبحثون عن المعلومة السريعة ويكتفون بقراءة العنوان ومشاهدة الصور

العنصر الثانى هو أشد ما يؤلمنى خاصة حين لا يجد هذا النوع حرجاً فى كتابة التعليقات التى توحى بعمق كتاباتى وبعد نظرتى ونفاذ بصيرتى , وهى كلها ـ أى التعليقات ـ تدخل تحت تصنيف : " المجاملات الاعلانية " ليس الا ... وكل انسان أدرى بنفسه , والمغبون من صدق كذب الناس عن نفسه ...ـ

وكم قابلنى كثير من الاصدقاء من يثنى على مقال لى أو خاطرة ثم اذا سألته هل قرأت المقال يقول : لا , فقط ألقيت نظرة.. وهو شيئ أحسده عليهم .. لأننى لا أملك تلك النظرة الاعجازية


أمر مدهش آخر أعانى منه كما يعانى كثيرون .. ذلك أننى عندما تابعت التعليقات من الناحية الكمية ( العددية ) منذ أنشأت المدونة الى الآن وجدت أن أقل التعليقات تكون فى المقالات السياسية والفكرية الطويلة منها والمتوسطة وكثير من هذه التعليقات القليلة تكون من النوعية سابقة الذكر .. والعجب أن ترى عشرات التعليقات على موضوعات أقل أهمية وربما أكثر سطحية , والأمثلة كثيرة على ذلك فى كل المدونات على السواء


ولم تفلح كثير من محاولاتى فى التأثير الوجدانى على بعض أصدقائى لحثهم على القراءة والصبر عليها , وقد كنت اظن أن الأحداث المتسارعة من حولنا ستجعل منهم أناساً أكثر حرصاً على المعرفة وتدفعهم الى البحث دفعاً , لكن الأمر كان أعمق من هذا التصور

ولأننا كنا كذلك .. " كَذلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ " , فان المحاولات مستمرة حتى تعود العقول حرة ,, ولا أدعى بذلك المعرفة , فكلما زاد علمك زاد جهلك .. انما أتحدث عن الاهتمام والبحث والسعى للمعرفة وهى أمور بسيطة , كفيلة بأن تجعل الفرد منا فى مستوى مقبول من الثقافة ومجاراة الأحداث المحيطة

(2) ـ

هل نحن بصدد أمية فكرية جديدة ؟؟ .. فى مقال رائع بعنوان" الأمية الفكرية " للشيخ عبدالله نافع الدعجانى .. أعجبنى ذلك المقطع الذى قال فيه

" انفلقت بيضة الحضارات البشرية عن كبرى حقائقها القائلة " إن الدواة والقلم وسيلتان لتطهير صداءة الأذهان, وإزالة جهالة العقول, وتحرير النفوس من أغلال وآسار الأمية العمياء " .. ولذلك احتضنت الحضارة الإسلامية تلك الحقيقة وأيَّدتها , وجعلتها منحة ومنّة لا غنى للإنسان عن شكر وحمد من وهبها , قال تعالى: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ *عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} .. غير أنه لا يمكن أن تكتمل حرية الإنسان وكرامته بمجرد تلك الوسيلة الحضارية , فإذا لم يكن للقلم أثر في نضج عقل صاحبه , وعمق نظره , واتساع رقعة فكره الإدراكية , فليس هناك حاجة حضارية تدعو إلى التحلي به , إلا إذا قدر على تحرير الإنسان من أميته الفكرية , كما استطاع أن يحطم أغلال أميته التقليدية الأبجدية , إذ ما فائدة تحقيق الوسيلة الحضارية [ تعلم القراءة والكتابة ] دون تحقيق هدفها النبيل [ النضج الفكري ] ؟! " ـ

(3)ـ

أحسست بشيئ من المبالغة عندما قرأت احصائية تقول أن نسبة القراءة عند الشاب العربى 6 دقائق فى السنة فى حين هى 36 ساعة عند الشاب الغربى .. وكلاهما مصيبة

بيد أننى أعتقد أن النسبة ترتفع عند الشباب المهتمين بالسياسة سواء فى الحركات الشعبية والاسلامية أو الأحزاب بالاضافة الى بعض افراد الجماعات التى تهتم بالعلم الشرعى ( الدينى ) ـ


وكعادتى .. حاولت أن أبحث فى الأصول النفسية والدوافع الانسانية لهذه الظاهرة ـ فى محاولة لمعالجة الجذور ـ فوجدت تحليلات عدة , وكلها تحتاج الى تفصيل خاص ودراسة متأنية .. لكنها اشتركت فى نقطة مهمة وهى أن : ـ

ــ " القراءة عادة متمكنة داخل الإنسان تنشأ من الداخل مثل عادة تفريش الأسنان أو لبس معين أو لهجة معينة أو أكلة معينة .. لذلك تجد أن من الناس من يقرأ بنهم ويستمتع بالقراءة ومن الناس من يجاهد نفسه على القراءة وربما بدأ بكتاب أو اثنين ولم ينهه , ومنهم من يكره القراءة .. وبالتالى تلعب الدرجة الثقافية للأسرة دورا رئيسيا في وعي الأبناء وطريقة تفكيرهم " ـ

على أية حال يبقى المرء مندهشاً من أننا وصلنا الى درجة مناقشة أسباب ضعف الثقافة والأمية الفكرية , فى حين أنه كان من الأولى أن نناقش مشكلة القراءة السطحية والغير عميقة وغياب النقد البناء والتحليل العميق وقراءة ما وراء الحدث ,, لكن الذى هدم فى سنين لن يبنى فى يوم ومالا يدرك كله لا يترك جله .. ولا يحق لنا أن نشكو ضعف الثقافة طالما لا نصبر على القراءة


والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل


هناك ٥ تعليقات:

Anas Alaa يقول...

هناك ظواهر أخرى . كثير من الشباب المصري يقراو لكنه لا يقرأ إلا الروايات و فقط و هذا متواجد بكثرة . الأمر الآخر بالنسبة لمن يقرأ كتب هادفة قد يكون الكتاب يحتاج إلى قراءة متأنية جدا جدا جدا بل يحتاج إلى تلخيص سريع أو على الأقل تخطيط على النقاط الهامة و تجد الفرد عندما يقرأ يكون همة هو الوصول إلى آخر صفحة مما يؤثر على مدى الاستفادة و النضج الفكري من الكتاب . الأمر الثالث هناك من يقرأ بتأني و ضمير و يتمتع بنضج فكري رائع و لكنه لا يعمل بل يكتفي بالقراءة و السعادة بأنه يملك كم رائع من المعلومات و بس . و على رأي المثل : ليس كل من يقرأ يستطيع أن يكتب .. دمت مبدعا .

م/ عمرو الليثي يقول...

ان هذه ظاهرة غريبة حقا
و كثيرا ما افكر فيها و كيفية حلها
حتى انها في داخلى الى حد اني عندما ارى مقالا كبير اجاهد نفسي كثيرا في بعض الأحيان حتى اكمل قراءته و اخرج منه ما يفيدني و قد اكتشفت بعض الوسائل
للتغلب على هذه المشكلة التي عندي
و اؤكد على كلام (انس ) في ان معظم الشباب لا يحبون قراءة الكتب او المقالات الا التي فيها تشويق لمعرفة نهاية الحدث او القصة
و لن نتمكن من التغلب على هذه المشكلة الا بمجاهدة النفس و اجبارها على القراءة و بكثرة
( عود نفسك على ما لم تعتد عليه )
شكرا

أبن الشبل يقول...

http://m-sh-a.blogspot.com/ ابن الشبل

اخوتي الكرام احببت ان اشارككم في سؤال لم اجد له جوابا..
واتمنى ان اجد ضالتي في مشاركاتكم !
لماذا اصبحنا الأمة التي لا تقرا ؟
فحسب اخر الدراسات تبين بان العرب هم اقل الشعوب قراءة للكتب
وقد حصلنا على المرتبة الاخيرة بجدارة بدون ان ينازعنا عليها اي
شعب من الشعوب الاخرى.
وكما تعلمون يا اخوتي فنحن أمة إقرا واول كلمة نزلت من القرآن
هي كلمة اقرا والاسلام حضنا على العلم والتعلم
فما هي الاسباب برايكم التي جعلتنا نبتعد عن القراءة ؟؟؟
ومن المستفيد في بقائنا امة لا تقرا ؟؟؟؟؟

رابطة مدونون من أجل فلسطين يقول...

المدونون والمدونات الاعزاء:

ان كنا لا نستطيع ان نشارك المقاومين باجسادنــا

فلا ننسي اننا نستطيع ان نشاركهم بايدينا والسنتنا

وذلـــك بنشـر القضيه الفلسطينيه فـــــي مدوناتنـا

ولذلـــــــك ندعــــو المــــدونين :-


لحضور اجتمـــــــاعاَ لمناقشة حملتنا بأيدينا ندفع الخطر

للدفاع عـــن المسجد الاقصـــــــي الشريف وقضية فلسطين


نشارك في عوده صلاح الدين فــــــي موقعه حطين

ونكون قد ساهمنا بنشر الوعي بيننا لمكر كــيد الغاصبين

وذلك في يوم الخميس الموافق 26 / 3 / 2009 م
فى تمام الساعة العاشرة مساءاً بتوقيت القاهرة

علي ايميل الرابطة :-


bloggersforpalestine@yahoo.com


وسننتظركم .......

لسماع ارائكم .......

ودعم جهودكم ........

نستمع الي كل ما هو جديد.

ونختــــــار كل ما هو مفيد.

ونحاول ان نحــــدث تجديد.

ولكم منا جزيل الشكر والتقدير.

الأمين العام للرابطة

غير معرف يقول...

السلام عليكم / جزاكم الله خيراً على مروركم الكريم ، وبالنسبة للتدوينة أشعر كثيراً بما كتبته لأن لى نظرة تأملية بعد كل تدوينة واكتشفت كل ما ذكرت ، فى التدوين السياسى أو الجهادى أجد فئة معينة من التعليقات ، وإذا صادف وكانت تدوينتى سهلة وبسيطة ولها هدف أيضاً أجد أفراد جدد ، واختفى عدد من المتابعين بعد ما وضح لهم توجهى :) والله أعلم وهكذا .....
للأسف متحكمينا نجحوا فى بث الخوف عند الشعوب من محاولة التعمق فى الدين أو السياسة .
ولك مثال من التعليقات : ياااه كل ده بيحصل ، الله يكون فى عونك على اللى انتى شايلاه وعارفاه ، وكأن الأمر يخصنى فقط !! وهكذا ...
حسبنا الله ونعم الوكيل .
وجهة نظرى ومن الممكن أن تحتمل الخطأ تحتاج الأمة والشباب الآن إلى الصبر واللين واليسر والتخفيف والرفق أعاننا الله جميعاً وتقبل منا ومنكم .