الفشل المركب والبحث عن مخرج
(قراءة فى التحليلات الاسرائيلية) ـ
خاص ـ اصحى يانايم
ـ
عشرون يوماً من العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة .. ما الذى تحقق ؟؟ هذا هو السؤال الرئيسى .. ـ
على الجانب الاسرائيلى : قتل ألف وجرح خمسة آلاف وتشريد مثلهم نصفهم من الاطفال والنساء ومعظم الرجال من المدنيين العزل ـ تدمير المنازل والمستشفيات والمنشآت المدنية ـ هدم المدارس والجامعات ـ تدمير المساجد والمقابر ـ استخدام القنابل الفسفورية المشعة المحرمة دولياً ـ اغتيال العالم الدكتور نزار ريان ......ـ
هذا هو الحصاد , ولا شيئ غيره ... لم يوقفوا الصواريخ , ولم يقضوا على المقاومة , لم يحتلوا القطاع , لم يغتالوا هنية , ولم يسقطوا حكومته .. أقصى أمانيهم أنهم دمروا المراكز الأمنية وأقسام الشرطة فى أول ضربة لهم يوم السبت 27/12/2008 وهو ما يعتبره بعض المحللين الصهاينة انجاز باهر فى محاولة لتغطية فشلهم
ففى مقال للواء احتياط يعقوب عميدرور بعنوان ( مرة أخرى يبيعون الأوهام ) قال ان " نجاح الهجوم الجوى فى بداية الحملة أغشى عيون المقررين " , لا ندرى عن أى نجاح يتحدث اذا كانت هذه القوات التى تم ضربها فى المراكز الأمنية فى المفهوم العسكرى قوات مدنية تحفظ الأمن العام وليست هى المسئولة عن تعكير صفو كيانهم , انهم موظفون أمنيون ينتهى دوامهم فى الثالثة عصراً كل يوم .ـ
نفس هذا التفسير ذهب اليه شلومو باروم بجامعة تل أبيب فى مقاله ( القتال فى غزة .. تطورات ممكنة ومخططات نهاية ) , وتكاد تشعر فى الوهلة الأولى لقراءة هذا المقال بأنك تقف أمام أحد كتاب الحزب الوطنى المصرى .. فهو يرى أن اسرائيل قد نجحت فى عمليتها الحوية ويجب ألا تنجر الى عملية برية تضيع ما حققت من انجازات , يذكرك هذا بالمنطق الخيانى فى حرب 73 عندما أعلن الجيش المصرى أن الضربة الجوية الأولى حققت أهدافها , ولا داعى للضربة الثانية التى كان مقرراً لها
قراءات متعددة لمقالات وتحليلات بعض الصهاينة عن حربهم الجارية , كلها تسير فى اتجاه تبرير الفشل بأى طريقة ودعوة لاستمرار العدوان حتى يتحقق الهدف ... وماذا كان الهدف ؟؟
الهدف المركزى المعلن كان وقف اطلاق الصواريخ على جنوب الكيان واحداث تغيير جذرى فى بنية القطاع ( تغيير فى البنية السكانية والتحتية ) .. يعقوب عميدرور أرجع فشلهم الى الآن فى تحقيق أهدافهم الى أن اسرائيل " لم تعلن منذ البداية عن نيتها احتلال القطاع مما جعل حماس تتحرك وتقاوم على هذا الأساس وهى مطمئنة " , وهو كلام ساذج لا يخرج من عسكرى احتياط لا من لواء احتياط , والسؤال الآن : ما الفرق بين اعلان نية اسرائيل وعدم اعلانها , هل سيغير ذلك من المقاومة شيئاً ؟؟ وهل التعامل العسكرى (الميدانى) يتم وفق تصريحات ونوايا ؟؟ ـ
أما دوف فاسيغلاس ـ المستشار الخاص لشارون ـ فى مقاله ( الانهاء الآن فقط ليس وقف نار) فى يديعوت أحرنوت , فقد ذهب الى أن الحرب وحدها لا تكفى ويجب احكام الحصار الاقتصادى على القطاع لدفع الشعب الفلسطينى فى غزة الى اسقاط حكم حماس عبر غلق المعابر وقطع الامدادات ,, ويبدوا أن فاسيغلاس يعيش فى غيبوبة مثل رئيسه , لأن الحرب لم تقم الا لفشل الحصار فى تحقيق الهدف عبر عامين متواصلين .. فهل تحقق الحرب مالم يححقه الحصار ؟؟ ـ
اتجاه آخر سلكه محللين صهاينة تبناه ـ موشيه آرنس ـ فى جريدة هآرتس فى مقاله ( لا توقفوا اطلاق النار ) وهو أن اطالة مدى الحرب دون تحقيق الهدف المركزى ( وقف اطلاق الصواريخ ) سيزيد الضغط الدولى على اسرائيل لتوقف عدوانها , واستشهد بمقولة هنرى كيسنجر " الجيش التقليدى يخسر اذا لم ينتصر , والعصابة تنتصر اذا لم تخسر " , ولكن هلى حقاُ اسرائيل تخشى الضغوط الدولية ؟؟ وهل تقيم وزناً لردود الأفعال العالمية ؟؟ وهل اسرائيل أبدت اهتماماً أصلاُ بقرار مجلس الامن الذى يقضى بوقف اطلاق النار فوراً ؟؟ .. (آرنس) نصح قادته فى مقاله أن يحذوا حذو بن غوريون ومناحم بيجن اللذان جعلا مصالح اسرائيل الأمنية فوق أى كل شيئ , مبدياً استغرابه من موقف الولايات المتحدة الأمريكية من قرار مجلس الأمن باكتفائها بالامتناع عن التصويت دون استخدام الفيتو قائلاً " فلأول مرة منذ زمن بعيد تمتنع الولايات المتحدة عن استخدام حق الفيتو لمنع مثل هذا القرار , هكذا تصرفت ادارة مؤيدة وودية فما الذى سيكون بعد اسبوعين .. اسرائيل لن تصمد طويلاً امام الضغط الدولى المتصاعد وفى النهاية ستضطر الى الموافقة على وقف اطلاق النار فى تسوية مع حماس " حسب تصوره ـ
المأزق الاسرائيلى .. كان عنوان مقال الكاتب السياسى معتصم حمادة , الذى أورد فيه جملة من التوقعات بشأن المخرج الاسرائيلى من مأزقه , قال فيه أن اسرائيل تفكر فى جملة من الضمانات التى تضمن بها احداث تغيير جذرى فى قطاع غزة واضعاف المقاومة : منها بالطبع الهجوم البرى الموسع واحتلال القطاع , وهو أمر مستبعد حتى هذه اللحظة
ومنها اقامة شريط حدودى عازل فى شمال القطاع يمتد الى 5 كيلومتر بحيث تبعد منصات اطلاق الصواريخ قصيرة المدى عن العمق الاسرائيلى
ومنها تدمير الأنفاق بين القطاع وسيناء تحت اشراف قوة متعددة الجنسيات لايقاف تهريب السلاح
ومنها اقامة سد أسمنتى فى عمق الأرض بين القطاع وسيناء لاغلاق الطريق أمام حفر أنفاق جديدة
ومنها تفعيل اتفاقية المعابر من خلال اعادة عناصر أمن الرئاسة الفلسطينية والاوربيين الى كعبر رفح
ومنها حملة دولية لاعادة اعمار القطاع مما هدمه العدوان واستحداث مشاريع تنموية تكفل فرص عمل
وأكد الكاتب على أن الانشقاق والانفصال الفلسطينى يصب فى مصلحة اسرائيل الأمر الذى " ينسف المشروع الوطنى الفلسطينى " ـ
أما المخرج الحالى من العدوان فالعدو أمام خيارين اثنين .. أولهما أن يوقف الحرب دون أن يحقق أهدافه الاستراتيجية , وهو ما يعنى أمام العالم فشل اسرائيل ,, والثانى أن يتوسع فى العملية البرية محاولاً تحقيق نصر اعلامى ومعنوى عن طريق أى عملية جريئة يسوق لها اعلامياً مثل اغتيال القائد اسماعيل هنية أو أحد مساعديه أو أسر أى مسئول بارز , وهو نفس الطرح الذى قرأته لكاتب فى شكل ( نصيحة الى قيادات حماس بتوخى الحذر ) وجهها لهم عبر شبكة فلسطين للحوار فى وقت سابق ...ـ
أياً كانت النهاية .. فنحن نعرف النهاية بالـتأكيد .. ويعرفها كل المؤمنون الصادقون الواثقون فى نصر الله .. النهاية يستشعرها كل من سمع كلمة الاستاذ هنية أول أمس فى خطابه الايمانى المؤثر " نستشعر أن آيات الله تتنزل علينا الآن " .. النهاية يعرفها كل من يقرأ القرآن " قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ " ـ
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
هناك ٥ تعليقات:
تجميع موفق للمقالات و الآراء المتعددة . اعتقد أنه فعلا لو إسرائيل لم تحقق هدفها في هذه الحرب فستعتبر أمام العالم أنها هزمت . و بعد هزيمة لبنان 2006 فشكلهم فعلا أصبح زبالة . من يتخيل انه الجيش الإسرائيلي لا يستطيع أن يسيطر على منطقة لا تتعدى مساحتها مش عارف كام كيلو . سبحان الله . " و الله غالب على أمره " أنتظر النصر بشوق كبير
قريباً خطاب النصر .. سنعلنه جميعاً فى وقت واحد
بارك الله فيك أنس
الحرب على وشك الانتهاء والحمدلله على ازاحة هذه الغمةوالحمد لله على انتصار المقاومة وحماس ومعرفة العالم ان هناك خيار وهو ان الاسلام هوالحل وانه قائم ما قامت الدنيا
ولكن بعد المعارك لابد لكل طرف ان يحسب انتصارته وهزائمه وأخطائه
فنأتى بالجزء الخاص بنا وهوالاخوان مسلمين فى مصر
لم يرى أحد منهم سوى مظاهرات من وجهة نظرى لاتتعدى فى مضمونها عبارات الشجب التى يدلى بها كل مغلوب على أمره أمثال الرئيس المصرى والنظم العربية
حيث ان ردود أفعال الاخوان لم تقدر على تغيير فى الموقف المصرى فى أزمة لم تحدث منذو 67
فلما لم يقم الاخوان طوال 22يوم على تصعيد مواقفهم والاتيان بخطوات أكثر حده وكثر تأثير على الموقف المصرى مثل لاضراب عام كما 6 ابريل الا يستدعى الموقف الحاضر تصغيد بهذا الشكل ام ان الاخوان وهم القوة الشعبية الوحيدة فى مصر لا تقدر على هذا
ففى حالة قدرتها على الفعل ولم تفعل فهذا فشل فى اتخاذ القرار وان كانت لاتقدر اصلا فهو فشل فى صفوف الجماعة طوال 80 عاما واما ان الجماعة قد اصابها الوهن (حب الدنيا.........)واصبحت تخشى التضحيات
ارجو الرد
الحرب على وشك الانتهاء والحمدلله على ازاحة هذه الغمةوالحمد لله على انتصار المقاومة وحماس ومعرفة العالم ان هناك خيار وهو ان الاسلام هوالحل وانه قائم ما قامت الدنيا
ولكن بعد المعارك لابد لكل طرف ان يحسب انتصارته وهزائمه وأخطائه
فنأتى بالجزء الخاص بنا وهوالاخوان مسلمين فى مصر
لم يرى أحد منهم سوى مظاهرات من وجهة نظرى لاتتعدى فى مضمونها عبارات الشجب التى يدلى بها كل مغلوب على أمره أمثال الرئيس المصرى والنظم العربية
حيث ان ردود أفعال الاخوان لم تقدر على تغيير فى الموقف المصرى فى أزمة لم تحدث منذو 67
فلما لم يقم الاخوان طوال 22يوم على تصعيد مواقفهم والاتيان بخطوات أكثر حده وكثر تأثير على الموقف المصرى مثل لاضراب عام كما 6 ابريل الا يستدعى الموقف الحاضر تصغيد بهذا الشكل ام ان الاخوان وهم القوة الشعبية الوحيدة فى مصر لا تقدر على هذا
ففى حالة قدرتها على الفعل ولم تفعل فهذا فشل فى اتخاذ القرار وان كانت لاتقدر اصلا فهو فشل فى صفوف الجماعة طوال 80 عاما واما ان الجماعة قد اصابها الوهن (حب الدنيا.........)واصبحت تخشى التضحيات
ارجو الرد
أنوه الى ان هناك خطأ لغوي
( على الجانب الاسرائيلى : قتل ألف وجرح خمسة آلاف وتشريد مثلهم نصفهم من الاطفال والنساء ومعظم الرجال من المدنيين العزل ـ تدمير المنازل )
على الجانب الفلسطيني وليس الاسرائيلي
إرسال تعليق