(1) -
أشرت فى مقالى السابق الى أننا أسرفنا على انفسنا فى التفاؤل العاطفى بعد خطاب اوباما , لكننى بعد متابعة معظم ما كتب عن الخطاب فى الصحف المصرية المتنوعة وبعدما سمعت ردود أفعال المهتمين والبسطاء على السواء أقول اننا انتقلنا من مرحلة الحكم العاطفى الى مرحلة السذاجة السياسية التى بنيت على نقص معلوماتى وتاريخى كبير
ليست تلك السذاجة التى رأيناها فى تصفيق جمهور الحاضرين لاوباما لأنه بدأ حديثه بـ (السلام عليكم) , أو بعد استشهاده بثلاث آيات من القرآن كأنهم ينتظرون اعترافاً منه بفضل الله والاسلام علينا !! , انما أتحدث عن سلوك المحايدين الذين يقفون فى منتصف الطريق ويظنون أنهم يمسكون بالعصا من المنتصف مؤملين فى الفاتح الجديد ومتخوفين من قدرته فى آن واحد , وهو سلوك سياسى ضعيف لا يقدم ولا يؤخر غير أنه يزيد الناس وهماً وفتنة
لم أندهش كثيراً وأنا أشاهد خطاب اوباما أمام منظمة الايباك الصهيونية فى مطلع الشهر الفائت والذى قضى فيه على كل الآمال العربية والاسلامية واضعاً فيه النقاط على الحروف , وأحسن المحللين إذ قالوا أن هذا هو الوجه الحقيقي وليس الوجه الآخر لاوباما وبين اللفظين بون شاسع
مما قاله اوباما أمام لجنة الشئون الصهيونية الأمريكية العامة ( الايباك ) " يجب أن نستمر فى حصار حماس حتى يتوقفوا عن أعمالهم الارهابية , ويعترفوا بحق اسرائيل فى الوجود , ويلتزموا بالاتفاقيات السابقة " , " لا يوجد مكان على طاولة المفاوضات للمنظمات الارهابية , وهذا سبب رفضى لانتخابات 2006 عندما كانت حماس منضمة فى الاقتراع , فكلاً من السلطات الاسرائيلية والفلسطينية حذرونا من هذه الانتخابات وقتها ولكن الادارة السابقة مضت قدماً فى ذلك والنتيجة هى غزة تحت سيطرة حماس " , " كما يجب على مصر وقف تهريب الاسلحة الى غزة " ـ
" القدس ستبقى عاصمة لاسرائيل ولن تنقسم " ( فى هذه اللحظة قام كل الحضور بالوقوف مصفقين بشدة لفترة طويلة , كما أكملوا سماع الخطاب وقوفاً ) ـ
" اتحادنا قائم على قيم ومصالح مشتركة ومن يهدد اسرائيل يهددنا نحن " , " وسوف أتقدم للبيت الأبيض بالتزام لا يتزعزع تجاه أمن اسرائيل والذى يبدأ بضمان كفاءة القدرة العسكرية الاسرائيلية , سوف أضمن أن اسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها من أى تهديد .. من غزة الى طهران " , " سوف أدافع دوماً عن حق اسرائيل فى الدفاع عن نفسها فى الامم المتحدة وحول العالم .. اننى كرئيس لن أقدم أية تنازلات اذا ما تعلق الأمر بأمن اسرائيل " ـ
(3) -
واضح جداً أن اوباما يقول ما يريده المستمعون فلكل حضور مقال عنده وهو يتحدث الى كل قوم بلغتهم , ان ذلك يطرح سؤالاً بديهياً هل هو صادق معنا أم معهم , اذ يستحيل الجمع بينهما .. الفيصل اذاً فيمن يملك أوراق اللعبة السياسية فى أمريكا وفيمن يملك أوراق الضغط على السياسة الأمريكية
لمزيد من التوضيح .. فان منظمة الايباك التي قال اوباما هذا الكلام الشنيع أمامها هي أقوى جمعيات الضغط فى أمريكا وتمارس ضغطها بالتحديد على أعضاء الكونغرس الأمريكى , هدفها تحقيق الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني .. تأسست عام 1952 ويقدر أعضاؤها الفاعلين الآن بـ 100 الف عضو وميزانيتها السنوية الدعائية 40 مليون دولار ولها مركز معلوماتى بحثى يسمى : مركز دراسات الشرق الأدنى ومهمته الترويج لسياسة إسرائيل وكسب الدعم العالمى لها , و لها 5 أهداف منشورة على موقعها .. وتجرى منظمة ايباك لقاءات مع أعضاء الكونجرس بمعدل 2000 لقاء سنوى لدعم العلاقات الثنائية ,, ويأتيها الدعم من كل يهود العالم .. وهذه هى ورقة واحدة من أوراق الضغط الصهيوني وهى على سبيل المثال لا الحصر
هم يملكون هذه المنظمة الضخمة ونحن ماذا نملك ؟؟ لا شيء سوى موقعاً الكترونياً ضد الايباك : أما غير ذلك فلا .. ثم لا ,, وفى هذه الأمور نقول لا بكامل حريتنا .. للأسف
إذا أراد اوباما أن يغير شيئاً فليكن خطابه فى الكونجرس صاحب القرار كما قال هيكل فى تعليقه على الخطاب .. فالقضية اذاً محسومة لصالح الصهاينة .. أتذكر فى هذا الصدد ما قاله أحد المهتمين بالشأن السياسى لى : اذا كان اوباما راغب بالفعل فى تغيير شيء فان الصهاينة لن يتركوه في موقعه كثيراً .. ثم استدرك قائلاً : عفواً , لن يتركوه في الوجود كثيراً
ولا عزاء للمعجبين والمحايدين
هناك تعليقان (٢):
أعجبتنى هذه الفقرة التى ذكرها عزمى بشاره فى مقاله الاسبوع الماضى
«بسم الله الرحمن الرحيم لا اله إلا الله لا ولد له ولا شريك له فى ملكه… أيها المشايخ والأئمة.. قولوا لأمّتكم أنّ الفرنساوية هم أيضا مسلمون مخلصون وإثبات ذلك أنهم قد نزلوا فى روما الكبرى وخرّبوا فيها كرسى البابا الذى كان دائما يحثّ النصارى على محاربة الإسلام، ثم قصدوا جزيرة مالطا وطردوا منها الكوالليرية الذين كانوا يزعمون أن الله تعالى يطلب منهم مقاتلة المسلمين» ـ
نابليون بونابرت فى بداية حملته على مصر
واشنطن- أمريكا إن أرابيك:
انطلق في العاصمة الأمريكية واشنطن المؤتمر الأول لمنظمة "جيه. ستريت" الأمريكية اليهودية مساء أمس، وسط انتقادات؛ بسبب توجهات المنظمة التي ينظر إليها مؤيدون للكيان الصهيوني باعتبارها مناوئة له.
ويُعد هذا المؤتمر هو الأول لمنظمة "جيه. ستريت" التي تأسست كجماعة ضغط منذ 18 شهرًا فقط، لكنها صعدت بشكل لافت، لتنافس كبرى منظمات اللوبي الصهيوني المتشددة، وفي مقدمتها "لجنة الشئون العامة الأمريكية الصهيونية (إيباك).
ويشارك في مؤتمر "جيه. ستريت"- التي تتخذ مواقف أقل تشددًا من المنظمات اليهودية الأمريكية التقليدية- حوالي 150 من الأعضاء الديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي، بالإضافة إلى عدد من المسئولين الأمريكيين والصهاينة الحاليين والسابقين، وفي مقدمتهم جيمس جونز مستشار الرئيس الأمريكي لشئون الأمن القومي، والذي يُلقي خطابًا رئيسيًّا في المؤتمر اليوم الثلاثاء.
لكنَّ مؤتمر المنظمة- التي تصف نفسها بأنها مؤيدة للكيان الصهيوني ومؤيدة لـ"السلام"- أثار جدلاً واسعًا بعدما رفض السفير الصهيوني في واشنطن مايكل أورين الحديث في المؤتمر.
وفي بيانٍ صحفيٍّ لتفسير سبب رفض حضور أورين المؤتمر؛ اتهمت السفارة الصهيونية في واشنطن منظمة "جيه. ستريت" بدعم سياسات "تعوق" المصالح الصهيونية.
كما واجه المؤتمر انتقادات من جمهوريين ومحافظين أمريكيين؛ حيث وصفه مايكل جولدفارب، الكاتب بمجلة "ويكلي ستاندارد" الأمريكية المحافظة، والمستشار السابق بالحملة الرئاسية للسيناتور الجمهوري جون ماكين؛ بأنه "ضربة مناهضة للكيان الصهيوني".
كما انتقد بعض المحافظين المؤتمر؛ بسبب حضور سلام المراياتي مؤسس مجلس الشئون الإسلامية العامة، وهو من أبرز المنظمات الإسلامية الأمريكية المهتمة بالقضية الفلسطينية.
من جانبه قال جيريمي بن عامي، المدير التنفيذي للمنظمة- في الخطاب الافتتاحي للمؤتمر-: إنَّ منظمته "تقاتل من أجل قلوب وعقول المجتمع الأمريكي اليهودي"، في إشارةٍ إلى تنافس منظمته مع المنظمات اليهودية الكبرى.
وأعلن بن عامي عن تأييد منظمته لسياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الداعمة لحلِّ الدولتين والمعارضة لتوسيع المغتصبات الصهيونية.
إرسال تعليق