(1)
يخطئ من يظن أن أوباما لديه مفاتيح اللعبة السياسية للعالم العربى والاسلامى .. اوباما الذى يتفاءل به العرب والمسلمين هذه الأيام , هو اوباما الذى تصفه المعارضة الأمريكية فى الصحف بـ " قليل الخبرة المتحمس" ـ
ولأن الكلام مجاناً مثله مثل الهواء , فان من السذاجة أن نبالغ فى آمالنا ـ ان كانت لنا آمال ـ فى الرئيس الأمريكى الجديد , الذى يوزع ابتساماته على الجميع وفى كل الأنحاء مع الأصدقاء والأعداء .. لا فرق لديه , بريطانيا أو ايران , فرنسا أو كوبا , ألمانيا أو فنزويلا ـ فهو ينفذ سياسة ليس بواضعها , كما أنه لايملك تغييرها .. يختلف الشكل ويبقى المضمون كما قال الاستاذ هويدى
ولأن الكلام مجاناً مثله مثل الهواء , فان من السذاجة أن نبالغ فى آمالنا ـ ان كانت لنا آمال ـ فى الرئيس الأمريكى الجديد , الذى يوزع ابتساماته على الجميع وفى كل الأنحاء مع الأصدقاء والأعداء .. لا فرق لديه , بريطانيا أو ايران , فرنسا أو كوبا , ألمانيا أو فنزويلا ـ فهو ينفذ سياسة ليس بواضعها , كما أنه لايملك تغييرها .. يختلف الشكل ويبقى المضمون كما قال الاستاذ هويدى
(2)
قبل خطابه الشهير الشهر الماضى الذى وجهه الى الشعب الايرانى بلهجة الصديق الودود ـ قبلها فقط بـ 72 ساعة , كان اوباما قد قرر مد العقوبات على ايران لمدة عام آخر , تماماً كما فعل مع كوبا وفنزويلا عندما رحب فى قمة العشرين الماضية بفتح علاقات جديدة معهما , وقبلها بأيام كانت ادارته تحرض اوربا عليهما
ربما لا يملك كل الرؤساء هذه السياسة الكلامية الودودة المرحة , لكن ذلك لا يدعو الى نسيان الماضى أو تجاهل الحاضر .. فالرئيس الايرانى ـ محمود نجاد ـ فى قمة ديربان لمناهضة العنصرية هاجم أمريكا بوضوح عندما قال أن الغطرسة والتعالى الأمريكى بالاضافة الى مصالح شركات السلاح كانت وراء احتلال البلدين العراق وافغانستان ثم أضاف أن الأزمة المالية نشأت فى أمريكا تحديداً ثم انتشرت فى باقى الدول محملها المسئولية فى ذلك .. وختم نجاد فضفته باستهداف اسرائيل قائلاً : " عقب الحرب العالمية الثانية تم اللجوء الى العدوان العسكرى , وتم ارسال مهاجرين من اوربا وأجزاء أخرى فى العالم من اجل اقامة حكومة عنصرية بشكل كامل ( اسرائيل ) على الأراضى الفلسطينية " ـ
أما شافيز فقال قبل أسبوع لقناة الجزيرة أن اوباما لا يفهم طبيعة بلده وشعبه مقللاً من دور أوباما فى احداث تغيير بشأن بلاده وان لم يمنعه ذلك من دعوته للسماع منه لا السماع عنه
بينما جاءت دعوة اسماعيل هنية فى المنطقة الرمادية عندما وجه خطابه الى اوباما فى بداية ولايته متمنياً منه العدل والتخلى عن الدعم الكامل للكيان الصهيونى
ربما لا يملك كل الرؤساء هذه السياسة الكلامية الودودة المرحة , لكن ذلك لا يدعو الى نسيان الماضى أو تجاهل الحاضر .. فالرئيس الايرانى ـ محمود نجاد ـ فى قمة ديربان لمناهضة العنصرية هاجم أمريكا بوضوح عندما قال أن الغطرسة والتعالى الأمريكى بالاضافة الى مصالح شركات السلاح كانت وراء احتلال البلدين العراق وافغانستان ثم أضاف أن الأزمة المالية نشأت فى أمريكا تحديداً ثم انتشرت فى باقى الدول محملها المسئولية فى ذلك .. وختم نجاد فضفته باستهداف اسرائيل قائلاً : " عقب الحرب العالمية الثانية تم اللجوء الى العدوان العسكرى , وتم ارسال مهاجرين من اوربا وأجزاء أخرى فى العالم من اجل اقامة حكومة عنصرية بشكل كامل ( اسرائيل ) على الأراضى الفلسطينية " ـ
أما شافيز فقال قبل أسبوع لقناة الجزيرة أن اوباما لا يفهم طبيعة بلده وشعبه مقللاً من دور أوباما فى احداث تغيير بشأن بلاده وان لم يمنعه ذلك من دعوته للسماع منه لا السماع عنه
بينما جاءت دعوة اسماعيل هنية فى المنطقة الرمادية عندما وجه خطابه الى اوباما فى بداية ولايته متمنياً منه العدل والتخلى عن الدعم الكامل للكيان الصهيونى
(3)
اذن ..اوباما لا يملك شيئاً يقدمه سوى شخصيته الكاريزمية وابتساماته الافريقية , ليس فقط لأنه ليس لديه ما يقدمه ولكن لأن أمريكا أكبر منه كما أنها تحاربنا بالعملاء والوسطاء لا وجهاً لوجه
فأمريكا تحارب العرب والمسلمين عن طريق الأنظمة العربية والحلفاء " الاستراتيجيين " الذين يتبنون سياسة ( الانفتاح مقابل الانبطاح ) فمخابراتها فى كل مكان وقواعدها تملأ الخليج وبعثاتها التبشيرية تملأ أفريقيا .. وكل شيئ تحت السيطرة
وأبرز مثال للحرب الخفية الغير مباشرة بين أمريكا وايران ما أعلنته مصر أخيراً من اكتشاف خلية تنظيم حزب الله والتى تسعى أمريكا واسرائيل من خلال هذه العملية تشويه صورة المقاومة اللبنانية وتشويه سمعة ايران ـ الداعم الأول لحزب الله ـ لدى شعوب العرب , كما تهدف الى احراج جماعة الاخوان المسلمين الذى تتبنى دعم وتأييد أى مقاومة للكيان الصهيونى بغض النظر على الانتماء .. ثم تهدف أخيراً الى التأثير على الشعب اللبنانى قبل الانتخابات النيابية التى يدخل فيها حزب نصر الله بقوة .. ( 15 ألف نسخة من الصحف القومية المصرية التى تسب نصر الله تنقل يومياً الى لبنان حسب كلام الأستاذ فهمي هويدى فى مقاله الثلاثاء 21/4) ,, وما خفى كان أعظم فى العملية الأمنية الاكبر سياسياً فى خلال 5 سنوات .. والتى توافقت مع الأجندة الاسرائيلية ( بمحض الصدفة !!!) , والكتالوج الأمريكى لمصر التى تسير عليه باتقان منقطع النظير
فأمريكا تحارب العرب والمسلمين عن طريق الأنظمة العربية والحلفاء " الاستراتيجيين " الذين يتبنون سياسة ( الانفتاح مقابل الانبطاح ) فمخابراتها فى كل مكان وقواعدها تملأ الخليج وبعثاتها التبشيرية تملأ أفريقيا .. وكل شيئ تحت السيطرة
وأبرز مثال للحرب الخفية الغير مباشرة بين أمريكا وايران ما أعلنته مصر أخيراً من اكتشاف خلية تنظيم حزب الله والتى تسعى أمريكا واسرائيل من خلال هذه العملية تشويه صورة المقاومة اللبنانية وتشويه سمعة ايران ـ الداعم الأول لحزب الله ـ لدى شعوب العرب , كما تهدف الى احراج جماعة الاخوان المسلمين الذى تتبنى دعم وتأييد أى مقاومة للكيان الصهيونى بغض النظر على الانتماء .. ثم تهدف أخيراً الى التأثير على الشعب اللبنانى قبل الانتخابات النيابية التى يدخل فيها حزب نصر الله بقوة .. ( 15 ألف نسخة من الصحف القومية المصرية التى تسب نصر الله تنقل يومياً الى لبنان حسب كلام الأستاذ فهمي هويدى فى مقاله الثلاثاء 21/4) ,, وما خفى كان أعظم فى العملية الأمنية الاكبر سياسياً فى خلال 5 سنوات .. والتى توافقت مع الأجندة الاسرائيلية ( بمحض الصدفة !!!) , والكتالوج الأمريكى لمصر التى تسير عليه باتقان منقطع النظير
هناك ٣ تعليقات:
سيدي الفاضل أوباما كغيره .. وان تبدلت الأيديولوجيات ...
أميركا دولة مؤسسية عتيقة .. تسير على نفس النظم المؤسسية تقريباً منذ ما يزيد عن 200 عام .. مع تغيرات طفيفة ... ثم أتى الإحتلال الإسرائيلي .. ليصبح المحور الرئيسي الذي تدور حوله المؤسسة الأمريكية .. ليس لسواد عيون إسرائيل ولا لراحة بال اليهود ... إنما لتحقيق المصالح العظمى لأميركا وهي السيطرة على العالم العربي...
والسيطرة العسكرية أمر يعود بالخسائر على أميركا ..
فأصبحت السيطرة الغير مباشرة .. (( سيطرة من طرف تالت)) .. إسرائيل الأداة التي تحقق بها أميركا مصالحها في الشرق الأوسط ...
وإسرائيل تعلم ذلك تماماً ...
وللعلم المصلحة الأميريكية فوق الجميع في أميركا ... وأوباما سيسعى لتطبيق تلك المصلحة .. كما فعلها بوش ..
ولكن الفرق أن بوش كان صريحاً في فعله .. وشديداً .. وعنيفاً ..
أما أوباما فسيعمل لمصلحة أميركا بنفس القدر .. وربما أزيد .. ولكن بدبلوماسية .. وطريقة ألين ..
حتى تتعارض طريقته والمصالح الأمريكية .. فيتجه لطريق آخر ... المهم في النهاية المصلحة الأمريكية ..
http://khwatr-ensan.blogspot.com/search?q=%D8%A3%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%85%D8%A7
مقال لي أول ما فاز اوباما .. ربما يوضح الفكرة
بسم الله والحمد لله والصلاه والسلام علي خير الانام محمد صلي الله عليه وسلم
امابعد جزاكم الله كل الخيروالخير كله علي هذا الموضوع الرائع وجعله الله في ميزان حسناتك اخي الكريم
وعلم اخي الكريم بل لتعلم كل الامه ان الكفر كله مله واحده وان تغيرت الافراد(الوشوش)فكلهم سوء(ولا يحك جلدك الا اظافرك)فكل من ينتظر من الغرب ان يغير واقعنا فانه واهم الان الاصل ان الاسلام والمسلمين هم الذين ابعثهم الله يغير الكل الدنيا ويخرجوها من ظلمات الدنيا الي نور الدنيا والاخره
وحسبنا الله ونعما الوكيل في كل من يبع دينه بدنياه
واخيرا اقول (اللهم اهدي قومي فانهم لايعلمون وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ياسيدي ، امريكا ليست بلد بالروح بالدم ولاتسير حكومتها وفقا لتوجيهات الرئيس (أوباما طبعا) وقد تكون توجهات اوباما عبارة عن مناورة سياسية لتحسين صورة بلاده التي انهارت في نظر الكثيرين ، ثم تريد ريما لعادتها القديمة .
خالد محروس .
إرسال تعليق