جهاز أمن الدولة المصرى يعذب فلسطينيين من أجل معرفة مكان ( شاليت ) و(محمد ضيف) ـ
شهادات معتقلين فلسطينيين سابقين بمصر عن تحقيقات الأمن معهم
أين شاليت؟ وأين محمد ضيف؟ وكيف يتحرك هنية؟!
أين شاليت؟ وأين محمد ضيف؟ وكيف يتحرك هنية؟!
غزة - محمد الصواف ــ اسلام اون لاين
" أين يختبئ إسماعيل هنية عندما يتعرض لتهديد؟"، "أين يوجد شاليت؟"، و"أين يوجد محمد ضيف؟" "أين توجد أماكن تخزين وتصنيع الأسلحة؟ ".. تلك نماذج من أسئلة وجهها محققون مصريون لفلسطينيين اعتقلوا في مصر مؤخرا وكشفوا عنها في شهادات أدلوا بها لـ"إسلام أون لاين.نت" عقب الإفراج عنهم وعودتهم إلى قطاع غزة بعد تعرضهم لألوان شتى من "التعذيب"، بحسب إفاداتهم.
فقد تركزت التحقيقات التي أجريت مع فلسطينيين اعتقلوا عقب فتح معبر رفح الحدودي في يناير الماضي ودخولهم الأراضي المصرية للتزود باحتياجاتهم الأساسية، حول حركة حماس تحديدا وقادتها وأماكن تخزين أسلحتها، وعن كيفية تعاملها مع الاجتياحات الإسرائيلية لقطاع غزة، فضلا عن مكان الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت الذي تحتجزه حركة حماس مع فصائل أخرى.
فقد تركزت التحقيقات التي أجريت مع فلسطينيين اعتقلوا عقب فتح معبر رفح الحدودي في يناير الماضي ودخولهم الأراضي المصرية للتزود باحتياجاتهم الأساسية، حول حركة حماس تحديدا وقادتها وأماكن تخزين أسلحتها، وعن كيفية تعاملها مع الاجتياحات الإسرائيلية لقطاع غزة، فضلا عن مكان الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت الذي تحتجزه حركة حماس مع فصائل أخرى.
صابر الدريملي، مرافق رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية، كان ضمن الذين أفرج عنهم مؤخرا بعد أن تم اعتقاله وعددا من زملائه عقب دخولهم مدينة العريش المصرية في سيارة جيب تابعة لحركة حماس للتزود بالوقود وشراء حاجيات.
وبمجرد معرفة هويته، أحس المحققون المصريون أنهم "وقعوا على كنز ثمين" لهم، كما يروي الدريملي، موضحا أنه طوال فترة اعتقاله التي استمرت نحو 35 يوما رأى فيها "أبشع أنواع التعذيب" انهالت عليه الأسئلة التي تتعلق بأمور فلسطينية داخلية، خاصة تلك المتعلقة برئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية.
ويقول الدريملي في شهادته لـ"إسلام أون لاين": "كانوا يسألون عن هنية وتحركاته، وأين يختبئ عندما يتعرض لتهديد، وعن أسماء الدائرة الضيقة المحيطة به والدائرة الثانية وأرقام هواتفهم المحمولة، وطبيعة دور هنية أثناء الحسم العسكري" لقطاع غزة في يونيو الماضي.
ويكمل قائلا: "سألوني عن أسماء من يترددون على هنية، وإن كان محمد الضيف القائد العسكري لحركة حماس وأحمد الجعبري القائد البارز في كتائب القسام من بين هؤلاء، وما هي أهم القرارات التي أصدرها هنية للجناح العسكري، وطبيعة خلافاته مع القيادي بالحركة محمود الزهار".
التحقيقات تركزت أيضا حول "أماكن تواجد شاليت الجندي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية، وإن كان موجودا عند أسامة المزيني عضو القيادة السياسية في حماس والمكلف بملف شاليت"، بحسب الدريملي.
كما وجه المحققون له أسئلة عن طبيعة عمله في كتائب القسام وأماكن الرباط داخل قطاع غزة وكيفية التصدي للاجتياحات الإسرائيلية للقطاع ومعلومات عن قادة بكتائب القسام وطبيعة تحركاتهم، فضلا عن أماكن تخزين وتصنيع الأسلحة.
وخلال تلك التحقيقات تعرض الدريملي وزملائه لشتى أنواع العذاب، حيث يقول: "في زنازين الأمن المصري بدأنا نتعرض لنوبات عذاب شملت ضرب وإهانات وتعذيب بالكهرباء".
وأضاف أنه ورفاقه كانوا يعيشون في زنازين ضيقة بدون مياه أو دورات مياه، حيث إنهم لم يتمكنوا طوال ثلاثة أيام من الصلاة لعدم تواجد المياه ثم بدءوا يعتمدون على التيمم للصلاة.
حماس وأجهزتها
الأسئلة التي طرحت على الدريملي لم تختلف كثيرا عن تلك التي وجهها المحققون المصريون لبسام صلاح غبن الملازم في الشرطة الفلسطينية الذي اعتقل بدوره بعد دخوله الأراضي المصرية عقب فتح الحدود هو وعدد من رفاقه للتزود بالحاجيات الذي كان يفتقر لها قطاع غزة.
ويقول صلاح الذي أفرج عنه مؤخرا في شهادته لـ"إسلام أون لاين": "تعرضت أنا وأصدقائي ياسر وحمزة شامية للتعذيب بالصدمات الكهربائية أثناء التحقيق معنا بخصوص علاقتنا بحركة حماس وأجهزتها الأمنية وطبيعة عملنا ودورنا في الحسم العسكري لغزة مع شتائم متتالية من قبل المحققين المصريين".
وروى صلاح غبن ما شهده غيره من رفاقه الفلسطينيين من تعذيب خاصة سليمان أبو جرز أحد سكان مدينة رفح المصرية الذي كان تعرض للتعذيب بالكهرباء والضرب والإهانة أثناء التحقيق معه بخصوص معرفة علاقته بحركة حماس رغم تأكيده أنه ينتمي إلى حركة فتح.
واتهم المحققون أبو جرز الذي ما زال معتقلا في سجون أمن الدولة المصري بأنه يعرف أماكن الأنفاق كونه يسكن مدينة رفح وبمساعدة حماس على تهريب السلاح عبر الأنفاق المصرية، بحسب الملازم الفلسطيني.
غبن التقى أيضا العقيد في الشرطة الفلسطينية خالد أبو توهة بأحد الزنازين، حيث عرف منه أنه تعرض لتعذيب شديد أثناء التحقيق معه وتم سؤاله أيضا عن أماكن وجود محمد الضيف قائد الجناح العسكري لحماس ومتى التقى به".
ويوضح غبن: "الأمن المصري كانوا معبئين بشكل كبير ضد حركة حماس وأعضائها.. كان هناك كره شديد تجاه أعضائها".
السجين الأصغر :ـ
الطفل الفلسطيني جميل عبيد (10 سنوات) أصغر سجين لدى الأمن المصري أوقف في العريش بدون سبب واضح مع والده واحتجزا في زنازين الأمن المصري لمدة 24 يوما حيث شاهدا ألوان العذاب في زنازين تفتقر للمياه ودورات المياه، فكان المعتقلون يقضون حاجاتهم في زجاجات ويتناولون وجبة طعام لمرة واحدة.
وقد احتجز جميل في زنزانة صغيرة مع ثمانية أشخاص لا تتسع لهم بلا أغطية في ظل برد قارص لمدة عشرة أيام. ويروي قائلا: "طوال هذه الأيام كنت أسمع صرخات المعذبين وأشاهد بعدها علامات التعذيب على أجسادهم حين يعودون للزنزانة".
وبعد الإفراج عنه التقطت له كاميرات الصحفيين صورا وهو يسجد على أرض رفح المصرية شكرا لله على سلامته. ويتذكر تلك اللقطات بحسرة قائلا: "كنت حينها أحدث نفسي: لن أعود إلى مصر مرة أخرى".
وكانت الأجهزة الأمنية المصرية قد اعتقلت مئات الفلسطينيين عقب دخولهم الأراضي المصرية بعد أن أزال الفلسطينيون الجدار الفاصل بين قطاع غزة ومصر في 25 يناير الماضي للتزود بحاجياتهم من مدن سيناء المصرية بعد 9 أشهر من حصار خانق.
وأفرجت السلطات المصرية عن معظم هؤلاء المعتقلين، وكان آخرهم 51 معتقلا قبل أسبوعين، فيما ما زالت تحتجز ما يقارب 36 فلسطينينا معظمهم من أعضاء حركة حماس والذين دخلوا في إضراب منذ أول أمس عن الطعام احتجاجا على التعذيب الذين يواجهونه في السجون المصرية، بحسب ما أفاد ذووهم وحركة حماس.
وبمجرد معرفة هويته، أحس المحققون المصريون أنهم "وقعوا على كنز ثمين" لهم، كما يروي الدريملي، موضحا أنه طوال فترة اعتقاله التي استمرت نحو 35 يوما رأى فيها "أبشع أنواع التعذيب" انهالت عليه الأسئلة التي تتعلق بأمور فلسطينية داخلية، خاصة تلك المتعلقة برئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية.
ويقول الدريملي في شهادته لـ"إسلام أون لاين": "كانوا يسألون عن هنية وتحركاته، وأين يختبئ عندما يتعرض لتهديد، وعن أسماء الدائرة الضيقة المحيطة به والدائرة الثانية وأرقام هواتفهم المحمولة، وطبيعة دور هنية أثناء الحسم العسكري" لقطاع غزة في يونيو الماضي.
ويكمل قائلا: "سألوني عن أسماء من يترددون على هنية، وإن كان محمد الضيف القائد العسكري لحركة حماس وأحمد الجعبري القائد البارز في كتائب القسام من بين هؤلاء، وما هي أهم القرارات التي أصدرها هنية للجناح العسكري، وطبيعة خلافاته مع القيادي بالحركة محمود الزهار".
التحقيقات تركزت أيضا حول "أماكن تواجد شاليت الجندي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية، وإن كان موجودا عند أسامة المزيني عضو القيادة السياسية في حماس والمكلف بملف شاليت"، بحسب الدريملي.
كما وجه المحققون له أسئلة عن طبيعة عمله في كتائب القسام وأماكن الرباط داخل قطاع غزة وكيفية التصدي للاجتياحات الإسرائيلية للقطاع ومعلومات عن قادة بكتائب القسام وطبيعة تحركاتهم، فضلا عن أماكن تخزين وتصنيع الأسلحة.
وخلال تلك التحقيقات تعرض الدريملي وزملائه لشتى أنواع العذاب، حيث يقول: "في زنازين الأمن المصري بدأنا نتعرض لنوبات عذاب شملت ضرب وإهانات وتعذيب بالكهرباء".
وأضاف أنه ورفاقه كانوا يعيشون في زنازين ضيقة بدون مياه أو دورات مياه، حيث إنهم لم يتمكنوا طوال ثلاثة أيام من الصلاة لعدم تواجد المياه ثم بدءوا يعتمدون على التيمم للصلاة.
حماس وأجهزتها
الأسئلة التي طرحت على الدريملي لم تختلف كثيرا عن تلك التي وجهها المحققون المصريون لبسام صلاح غبن الملازم في الشرطة الفلسطينية الذي اعتقل بدوره بعد دخوله الأراضي المصرية عقب فتح الحدود هو وعدد من رفاقه للتزود بالحاجيات الذي كان يفتقر لها قطاع غزة.
ويقول صلاح الذي أفرج عنه مؤخرا في شهادته لـ"إسلام أون لاين": "تعرضت أنا وأصدقائي ياسر وحمزة شامية للتعذيب بالصدمات الكهربائية أثناء التحقيق معنا بخصوص علاقتنا بحركة حماس وأجهزتها الأمنية وطبيعة عملنا ودورنا في الحسم العسكري لغزة مع شتائم متتالية من قبل المحققين المصريين".
وروى صلاح غبن ما شهده غيره من رفاقه الفلسطينيين من تعذيب خاصة سليمان أبو جرز أحد سكان مدينة رفح المصرية الذي كان تعرض للتعذيب بالكهرباء والضرب والإهانة أثناء التحقيق معه بخصوص معرفة علاقته بحركة حماس رغم تأكيده أنه ينتمي إلى حركة فتح.
واتهم المحققون أبو جرز الذي ما زال معتقلا في سجون أمن الدولة المصري بأنه يعرف أماكن الأنفاق كونه يسكن مدينة رفح وبمساعدة حماس على تهريب السلاح عبر الأنفاق المصرية، بحسب الملازم الفلسطيني.
غبن التقى أيضا العقيد في الشرطة الفلسطينية خالد أبو توهة بأحد الزنازين، حيث عرف منه أنه تعرض لتعذيب شديد أثناء التحقيق معه وتم سؤاله أيضا عن أماكن وجود محمد الضيف قائد الجناح العسكري لحماس ومتى التقى به".
ويوضح غبن: "الأمن المصري كانوا معبئين بشكل كبير ضد حركة حماس وأعضائها.. كان هناك كره شديد تجاه أعضائها".
السجين الأصغر :ـ
الطفل الفلسطيني جميل عبيد (10 سنوات) أصغر سجين لدى الأمن المصري أوقف في العريش بدون سبب واضح مع والده واحتجزا في زنازين الأمن المصري لمدة 24 يوما حيث شاهدا ألوان العذاب في زنازين تفتقر للمياه ودورات المياه، فكان المعتقلون يقضون حاجاتهم في زجاجات ويتناولون وجبة طعام لمرة واحدة.
وقد احتجز جميل في زنزانة صغيرة مع ثمانية أشخاص لا تتسع لهم بلا أغطية في ظل برد قارص لمدة عشرة أيام. ويروي قائلا: "طوال هذه الأيام كنت أسمع صرخات المعذبين وأشاهد بعدها علامات التعذيب على أجسادهم حين يعودون للزنزانة".
وبعد الإفراج عنه التقطت له كاميرات الصحفيين صورا وهو يسجد على أرض رفح المصرية شكرا لله على سلامته. ويتذكر تلك اللقطات بحسرة قائلا: "كنت حينها أحدث نفسي: لن أعود إلى مصر مرة أخرى".
وكانت الأجهزة الأمنية المصرية قد اعتقلت مئات الفلسطينيين عقب دخولهم الأراضي المصرية بعد أن أزال الفلسطينيون الجدار الفاصل بين قطاع غزة ومصر في 25 يناير الماضي للتزود بحاجياتهم من مدن سيناء المصرية بعد 9 أشهر من حصار خانق.
وأفرجت السلطات المصرية عن معظم هؤلاء المعتقلين، وكان آخرهم 51 معتقلا قبل أسبوعين، فيما ما زالت تحتجز ما يقارب 36 فلسطينينا معظمهم من أعضاء حركة حماس والذين دخلوا في إضراب منذ أول أمس عن الطعام احتجاجا على التعذيب الذين يواجهونه في السجون المصرية، بحسب ما أفاد ذووهم وحركة حماس.